14 سبتمبر 2025

تسجيل

أراه مكتبة تاريخية متنقلة وشاهدا على عصره

14 فبراير 2012

في الوقت الذي يبحث فيه الإعلاميون وكتاب التراث والصحفيون وكتاب القصة عن شخص أو أشخاص عاصروا التاريخ ولديهم موضوعية في سرد الأحداث بعقلانية والتزام وأسلوب شيق رزين وبتسلسل سليم للوقائع نجد بيننا "رجلا" عاصر لحظة اكتشاف البترول وبناء معالم الدوحة ودخان ومسيعيد ودور أسرة آل ثاني وما بذلته لبناء دولتنا الحبيبة وإنجازاتها الضخمة.. إنه رجل عندما تدخل إلى مجلسه الكائن بمنطقة مريخ وتحديداً بالقرب من دوار الفروسية تكتشف أثناء حديثه أنك تعيش بالعصر الماضي في الحقبة التاريخية التي يتحدث عنها أنه معالي الشيخ أحمد بن خليفة آل ثاني ذلك الرجل الذي تجاوز عمره الخامسة والسبعين نسأل الله أن يديم عليه الصحة والعمر المديد، رغم لقاءاتي المعدودة بهذا الكنز البشرى في مناسبات مختلفة، إلا أنني اكتشفت أنه رجل متواضع للغاية وتفد إليه الناس من كل حدب وصوب من داخل قطر وخارجها وأنه يتمتع بالمعرفة الكاملة لتاريخ قطر القديم والحديث، إضافة إلى أنه رجل أعمال معروف جداً، عندما كنت أستمع إلى حديثه كنت أتمنى ألا يتوقف ولا يتحدث غيره فكلامه تاريخ وذكريات تمنحك حكمه تفيدك في الحياة، ربما أكون منبهراً بهذا الرجل الذي أراه رمزاً يفيد المؤرخين وشاهدا على عصره وأعتقد أن كل من حوله يرى ذلك. ورغم هذا فلم يحاول المؤرخون التقرب من تلك العقلية التي تحتفظ بعبق الماضي والتاريخ وربما يكون اعتقادي خاطئا، إنني أدعو طلبة العلم وكل من هو مهتم بالتاريخ القديم والحديث القيام بالاقتراب من تلك العقلية النادرة القادرة على سرد الأحداث بموضوعية وواقعية تجذب المستمع وتقربه من الماضي الجميل، إن الشيخ أحمد بن خليفة آل ثاني يعد مكتبة تاريخية متنقلة تستوجب الاستفادة منها والحفاظ عليها، إن المؤرخين والكتاب والإعلاميين والمتخصصين في التاريخ يحتاجون دوماً إلى مثل هؤلاء الرجال للاستفادة من علمهم وكثيراً ما نرى ونسمع عن صراعات بين وسائل الإعلام من أجل التواصل مع مثل تلك العقليات التي عاصرت واحتفظت بتاريخ الماضي في عقولها تسرد تفاصيله على المحيطين بهم من الأبناء والأصدقاء والمعارف وتعرفهم كيف كافح أجدادنا لبناء دولتنا. إنني أدعو كافة طالبى العلم والمؤرخين والمتخصصين لمحاولة الاستفادة من هذا التاريخ المتنقل وأعتقد أن معالي الشيخ أحمد بن خليفة آل ثاني لن يمتنع عن تقديم كل ما لديه من معلومات تفيد أبناءنا وأحفادنا خاصة أنها تربطهم بالماضي الجميل الذي عاشه وشاهد رحلة كفاح قام بها الأجداد وما زالت مستمرة جعلت من قطر ذات مكانة عالمية متميزة تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله وأطال الله في عمره وولي عهده الأمين.