12 سبتمبر 2025

تسجيل

الاعلام العربي في بيت الطاعة

14 فبراير 2008

لــم يسبق أن أجــمــع وزراء الإعـــلام الــعــرب عــلــى أمر كــمــا أجــمــعــوا عــلــى اعــتــمــاد وثــيــقــة » مــبــادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الاذاعـــي والتليفزيوني فــي المنطقة الــعــربــيــة « ، الــتــي أعلنت قطر تحفظها على هذه الوثيقة، التي تهدف الى » تقليم« أظافر الــفــضــائــيــات الــعــربــيــة الــتــي تــرفــض الانـــطـــواء تحت . أفواه الاعلاميين « تكميم » الوزراء الكرام، و « عباء ة » ففي الــوقــت الـــذي يشهد العالم انفتاحا إعلاميا، ورفـــضـــا لــلــهــيــمــنــة الــرســمــيــة عــلــى الاعـــــــلام، وتعزيز مساحات الحرية فــي الــعــالــم، نجد أن الـــدول العربية تحاول العودة الى الوراء في مجال الحريات الاعلامية، التي لا ينقصها أصلا المزيد من العقبات، التي تحاول بعض الانظمة وضعها، لعرقلة أي خطوة تنويرية، أو الــســعــي لــزيــادة مــســاحــات الــحــريــة مــن قــبــل بعض الفضائيات التي تعمل على إحداث نقلة نوعية في مسار الاعـــلام الــعــربــي، كما هــو الــحــال بالنسبة لقناة الجزيرة المستهدفة من هذه الوثيقة بالدرجة الأولى، التي لــم تستطع الــولايــات المتحدة الامريكية بكل ثقلها ان توقف هذه القناة، فجاء من بني جلدتنا من يحاول القيام بهذا الدور . يــراد لــلاعــلام العربي اجمع الــعــودة الــى الـــوراء، وهو أمــر لــن يــكــون مهما بــذل مــن جــهــد، فلم يعد هناك مصدر واحد للارسال أو التلقي، ومن الافضل لوزراء الاعــلام العرب إشاعة مساحات اكبر من الحرية بدلا من السعي للتضييق على الاعلام، والدفع نحو العودة الــى إعــلام » اجــتــمــع « و » غــــادر « ، وهــو المطلوب بالطبع لدى المسؤول العربي . لــم نــســمــع صــوتــا لـــــوزراء الاعــــلام الــعــرب وهـــم يرون ويشاهدون » العري« و » الخلاعة« و » هــز الوسط « ، ولم نشاهد موقفا حازما من تلك القنوات الفضائية العربية وغــيــر الــعــربــيــة، الــتــي تــبــث مــن دول عــربــيــة، وتعمل على هدم القيم والــعــادات والتقاليد العربية، ولم نر وثيقة عربية تتحدث محاربة تلك » الخلاعة« الآخذة بالانتشار في غالبية الفضائيات العربية، إلا إذا كان « الخلاعة » و «الــعــري » وزراؤنـــا الموقرون يعتقدون ان هي من الثقافة والعادات والتقاليد العربية ! لــم نــجــد وزراء الاعــــلام الــعــرب يــجــنــدون أجهزتهم الاعلامية - وان كانت مترهلة اصــلاً - أو يستنفرون - وإن كانت صدئة - للدفاع عن قضايا «جيوشهم » الأمـــة - ومـــا أكــثــرهــا - الــتــي تتلقى ضــربــات مــن كل اتجاه، دون أن نرى موقفا حازما من تلك الجهات التي تطعن يوميا امتنا دون ان تجد من وزرائنا الموقرين من يقول كلمة واحدة، او يسجل موقفا يحسب له . تريدون إعــادة الاعــلام العربي إلــى » بيت الطاعة « ، انها مأساة أخــرى، ومــؤامــرة على الاعــلام الــذي يمثل صوت المواطن العربي، الــذي لم يجد من يقف معه ســوى قــنــوات تعد على أصــابــع الــيــد الــواحــدة، ان لم يكن نصف اصابع هذه اليد الواحدة . هذه الوثيقة » الفضفاضة « تمثل خطوة أولى في « الخانعة » على الفضائيات العربية غير « الحرب » إعلان لتوجهات الأنــظــمــة، بعد ان فشل أســلــوب الترغيب والترهيب، فلم يبق سوى اعتماد وثيقة يجمع العرب الــرســمــيــون عــلــى تــبــنــيــهــا، لــــوأد أي مــحــاولــة مضيئة للنهوض بإعلامنا العربي . الأمل ألا تستسلم وسائل اعلامنا العربية الى هذه الوثيقة، وتعتبرها قرآناً منزلاً لا ينبغي الخروج عنه، أو الطعن فيه، والأمــل الأكبر ان يعيد وزراء الاعلام .