20 سبتمبر 2025
تسجيلالفن رسالة و" شللي يصير " عمل يستحق المشاهدة وكعادتها " قطر تصعب على من بغاها " المسرح أثبت جدارته خلال الحصار ومطلوب من الدولة تقدير كل من خدم هذا الفن الراقي لعيون قطر في كل يوم يكبر الفنان المسرحي القطري في عيون الوطن.. وفي كل يوم تظهر ابداعات هذا الفنان الذي ساهم وما زال يبدع في الارتقاء بعمله من خلال تأدية دوره الوطني المطلوب منه وبخاصة في مجال " أبو الفنون "، الذي برز بشكل كبير بعد ظهور أزمة الخليج المفتعلة ضد قطر عبر الحصار الظالم والجائر الذي كان بمثابة تآمر " دبر بليل " في 5 يونيو 2017 م حتى الان. وبعد تقديم بعض المسرحيات القطرية خلال الفترة الماضية والحالية لمناقشة وتشريح الخيانات العربية في " حصار قطر ".. كان الفنان القطري يسهر الليالي ويتعب في بحثه عن الجديد وتقديم الاعمال الراقية والجادة لعرض قضية الحصار بالصورة التي تسهم في التعبير عن العزة والكرامة لقطر وقائدها وشعبها الابي. تميم بن حمد، ملهم للمسرحيين: فقائدنا " تميم بن حمد " كان الشخصية الاولى التي الهمت كل فنان مسرحي قطري لانه عبر عنها بكل شموخ في جعل قطر ذات سيادة وارادة لا تهزها الرياح ولا تتضعضع او تتنازل عن مبادئها التي تنشدها للعالم اجمع، ودون خوف من احد، لانها تؤمن بحقوق الشعوب، وتقف مع الضعيف والمظلوم.. فهي " كعبة المضيوم "... كما ان قطر الحديثة لم تنشأ إلا بسواعد ابنائها وقيادتها الرشيدة خلال العقود الماضية.. وهنا تستلهم الدور الريادي في الافتخار بقطر الفاعلة اقليميا وعالميا في شتى المجالات.. واذا تحدثنا عن هذا النجاح، فاننا نشير بكل اعتزاز الى جهود سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة والى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ، في الارتقاء بالمسرح وتشجيعه دائما ليكون الافضل على مستوى المنطقة.. وبهما نفتخر. المبدع غانم السليطي هذا الفنان الكبير والمخلص لوطنه لا يحتاج منا الى شهادة او ذكر لمحاسنه في كل اعماله الابداعية التي قدمت خلال العقود الاربعة الماضية سواء في المسرح او في الدراما التلفزيونية والاذاعية.. ولاقت رواجا كبيرا.. لان تلك الاعمال هي التي تتحدث عنه ولسنا نحن... وفي مسرحيته " شللي يصير " التي سعدت بمتابعتا، نجد انها تمتد لمسلسله التلفزيوني الذي عرض خلال الفترة الماضية عبر اليوتيوب وشاهده كل مواطن عربي، وهو ما جعل من هذا المبدع يواصل اصراره على تكملة المسيرة، في تقديم مسرحية مكملة وبشكل مدروس وراق لدعم هذا الوطن الذي تكالبت عليه قوى الشر والخزي والعار من دول الجوار من اجل تركيع قطر بالقوة، لكنها فشلت " بامتياز بفضل سمو الشيخ تميم بن حمد وشعبه الوفي الذي وقف معه بكل قوة حتى انتصروا بحمد من الله وفضله. شللي يصير تستحق المشاهدة: هذا العمل المسرحي يأتي اليوم ليكشف للعالم اجمع بان قطر على حق.. والاجمل في " شللي يصير " انه يقدم لوحات فنية منفصلة جعلت كل لوحة لها حكاية معبرة عن ازمة الخليج وحصار قطر الجائر.. وهذا ما جعل المسرحية اكثر تشويقا واثارة في نفس المتلقي.. فقد زاد من نجاحها ربطها بالقالب الفكاهي الساخر الذي عودنا عليه المبدع غانم السليطي... كون المسرحية توثق للحصار الرباعي.. حيث تسهم في تألق المسرح القطري من جديد بالصورة التي نتمناها دائما.. خاصة ان غانم السليطي يعود في هذا العمل بعد غياب عن المسرح دام 12 سنة.. وهو هنا يقوم بدور التأليف والاخراج والبطولة... كما لم يغفل العمل من التطرق في لوحاته المسرحية الى التطرق اهم الملفات الساخنة قبل وخلال الحصار مثل: اختراق وكالة الانباء القطرية، والمقاطعة باشكالها المتنوعة، ومؤامرات القادة والوزراء واجتماعاتهم المغلقة، وتقطع صلة الارحام واواصر ذوي القربى، والاملاءات الخارجية من قبل احدى الدول الكبرى.. وغيرها. ومن هنا: فان المسرحية ساهمت بشكل كبير في توثيق تاريخي لحصار قطر بصورة فنية جميلة بقوالبها الكوميدية المؤلمة، وهي ما تعرف باسم " الكوميديا السوداء ".. كما تخللتها الابتسامة الممزوجة بالدمعة الحزينة.. وهذا قد يكون من اسرار نجاح هذا العمل بكل امانة... كما اضاف هذا العامل لنجاح المسرحية جمالا اخر عبر مساهمة الكلمة الغنائية الهادفة في العمل التي كتب كلماتها الشاعر عبدالرحيم الصديقي ولحنها مطر علي الكواري.. بجانب طاقم الممثلين المميزين بعد غانم السليطي مثل الفنان المتألق دائما " جاسم الانصاري " والفنانة القديرة هدية سعيد. مسرح سياسي هادف وقد اعادنا هذا العمل الى المسرح السياسي الهادف من خلال توجيه عدة رسائل كانت واضحة كل الوضوح وتغطي جميع جوانب الحصار والتآمر المكشوف لمن حاول فرض السيادة على قطر حيث كانت جميع المشاهد السياسية ساخرة للغاية بشكل يحاكي الواقع وتجاوزاته... كما عبر الكثير من الجمهور الذي حضر هذه المسرحية بانها فاقت الوصف وعبرت عن الحدث بشكل رائع.. وهو ما يؤكد على اهمية ودور المسرح وقت الازمات السياسية، حيث كسر الفنان غانم السليطي هذا الحصار عبر مسرحيته المتكاملة الفصول من خلال هذا العمل المرتجل والمدروس.. ولعل تفاعل الجمهور معها جعلها وكأنها مشاهد حقيقية. قطر تصعب على من بغاها علق سعادة صلاح غانم العلي وزير الثقافة والرياضة على مسرحية " شللي يصير " مادحا هذا العمل الوطني ومشيدا بالفنان غانم السليطي، وبجهوده في الارتقاء بالفن المسرحي لخدمة قضايا الوطن، مثمنا سعادته دور كل الفنانين المسرحيين في السير على نفس الخطى، وقال: " ان هذا العمل يعيد المسرح القطري الى تألقه وتعلقه بقضايا المجتمع وهي خطوة ناجحة تتفاعل مع النجاح الذي حققه الفنان الكبير عبدالعزيز جاسم ".. وما من شك انها كلمة حق في إنصاف المبدعين من المسرحيين القطريين... كما اعجبتني تغريدة لمحمد يوسف العتيبي قال فيها تعليقا على مسرحية " شللي يصير ": " الفن رسالة.. وشللي يصير عمل مسرحي يشكر عليه الفنان القدير غانم السليطي.. ويستحق المشاهدة.. وكعادتها قطر تصعب على من بغاها ".. ولعل تعليق سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة الاسبق ومرشح قطر لمنصب اليونسكو كان جميلا عندما قال عن عمل غانم السليطي: الفن الراقي إبداع ومشاركة وموقف إبداع بالأسلوب الجذاب والتزام بالقيم الراقية للمجتمع وعدم انجراف للاسفاف ومشاركة للوطن في همومه وتحدياته وتطلعاته وموقف لا حياد فيه من قضايا الوطن، كل ذلك متحقق في(شللي يصير) من إبداعات الفنان الكبير غانم السليطي.. سررت بمشاهدتها. همسة: الفنان المسرحي في قطر لا يتقاعد عن عمله.. بل تظل الدولة تستفيد منه ومن خبرته حتى بعد سن السبعين ما دام قادرا على العطاء والابداع من اجل وطنه وتقديم مساهماته الخلاقة في هذا الميدان. كلمة أخيرة: في كل يوم يثبت الفنان المسرحي في قطر مدى حبه واخلاصه لوطنه من خلال تقديم النص المميز والانتاج المتكامل والاخراج الراقي والتفاعل مع هموم وشجون الوطن بطريقة تلقائية ودون تكلف او تعقيد في تقديم " ابو الفنون " بالصورة التي تليق به من اجل عيون قطر.. والمبدع غانم السليطي كان وما زال يسهم في مواصلة هذا النجاح.. و" الله يا عمري قطر ".