15 سبتمبر 2025

تسجيل

"داعش" خارج عن النص الفلسطيني

14 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن كان فكر "داعش" الإرهابي وصل إلى فلسطين، فالفلسطينيون لا يحملونه ولا يعقلونه أصلا، ولم يجد له صدى ظاهر حتى الآن في أوساطهم، لأن توجه هذا التنظيم لا يحمل في أجندته تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فهو في رأيهم يماثل أفكار الخوارج في زمن آخر الخلفاء الراشدين.والذي بات يتبادر إلى أذهان الكثيرين هو: هل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وصل إلى فلسطين؟ وهل له أنصار وأتباع ومؤيدين في أوساط الشعب الفلسطيني؟مع بداية شهر رمضان من العام الفائت، جرى توزيع بيان في مدينة القدس المحتلة مذيّل باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أمهل المسيحيين في المدينة شهرا - أي حتى نهاية رمضان - لمغادرتها، لكن بعد عمليات رصد العديد من المؤشرات التي قامت بها عناصر سرية من حركة فتح، اتضح أن البيان مدسوس من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، بهدف إثارة الفتنة بين مسيحيي ومسلمي المدينة المقدسة.ولحبك الأمر وإعطائه شيئا من المعقولية، سرّب "الشاباك" خبرا إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" نسبته إلى مصدر فلسطيني مسؤول (لم تذكر هويته) قائلا إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت 22 ناشطا من "داعش" في قلقيلية وبيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، وجميعهم من السلفيين المتطرفين المرتبطين أيديولوجيا مع داعش.ووصولا للبيان الذي وزع بمدينة القدس والذي لا يمت للفلسطينيين بأي صلة خاصة في المدينة المقدسة، حيث يعيش أهلها من العرب بمسلمييهم ومسيحييهم بوئام ومحبّة، فإنه لم يسبق حرق كنيسة أو مسجد بها، أو اختطاف مقدسيين مسيحيين وجز رؤوسهم على طريقة "داعش"، الأمر الذي يثبت أن "داعش" ليس له أي وجود في المدينة، ولكن الاحتلال الصهيوني يريد نقل الصراع إلى فلسطين، وإثارة النعرات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مدينة السلام، في إطار خطة إسرائيلية ممنهجة لتأجيج الصراع الديني.كانت هذه أوّل مرة يتردد فيها اسم "داعش" علنا على ألسنة المقدسيين، بعد أن كانوا يلتقطون أخبار جرائمها في سوريا والعراق وغيرها من الدول عبر وسائل الإعلام. كما تردد اسم تنظيم "داعش" في مدينة غزة العام الماضي 2014، بينما كان الفلسطينيون يحيون ذكرى الزعيم الراحل ياسر عرفات، الأمر الذي دعا حركة فتح لإلغاء المهرجان على الفور، وقامت على إثر ذلك عناصر أمن حركة "حماس" بحملة اعتقالات موسعة من أجل إماتة فكرة تشكيل جماعات متطرفة ومنبوذة في قطاع غزة مثل "القاعدة" و"داعش"، أو تنظيمات تتبع نهجا دينيا راديكاليا وأفكارا منحرفة وضالة.اللافت أن "داعش"، وقبله "القاعدة"، لم ينفّذ أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل سواء في الداخل الفلسطيني أم باستهداف مصالحها في العالم.ومن خلال رصد تصريحات القيادات البارزة لهذين التنظيمين، فإنهما لم يأتوا على ذكر فلسطين والاحتلال الصهيوني إلا فيما ندر، والمرّة الوحيدة التي تحدّث فيها زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي عن فلسطين هي في التسجيل النادر الذي وجهه إلى إسرائيل وتوعدها بهجمات وبحساب عسير، وقال فيه: "ما نسينا إسرائيل لحظة، وبإذن الله لن ننساها.. وقريبا قريبا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين تحاصركم طلائعهم في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبا.. وسيكون حسابكم عسيرا".المحللون السياسيون رأوا أن تصريحات البغدادي هي محاولة دعوية مفضوحة لكسب التأييد من الفلسطينيين وتآزرهم معه في نهجه الإرهابي الخادع في الوقت الذي باتت فيه دولته المزيفة تتعرض لضربات قاصمة تنبأ بقرب نهايتها.. وإلى الخميس المقبل.