19 سبتمبر 2025
تسجيلفي كل مرة تقع أحداث بالعالم العربي تكثر النقاشات في الفضائيات ووسائل الإعلام المتنوعة، وينقسم الناس بين طارح لفكرة المؤامرة وقسم ثان يرفضها تماماً، وينسى الناس لب الموضوع أو المشكلة الأساسية!موضوع مؤامرات الغرب أو الشرق على الأمة أو على آخرين ، فهذا أمر مرتبط بالبشر منذ قديم الدهر ويستمر الى ما شاء الله أن تستمر الحياة. المؤامرات جزء من الصراع بين البشر، حيث تختلف أساليب المؤامرة بحسب الزمان والمكان وثقافة البشر. نحن كأمة مسلمة وقبل فترة الاحتلال، كنا أمة مستهدفة نظراً لمسائل السيادة الحضارية. الأمة كانت من صنّاع الحضارة في زمن تاريخي ما، تمت فيه إزاحة حضارات كانت قائمة ، وتلك الإزاحة لا يمكن أن ينساها صنّاعها بسهولة ، حيث تبقى المشاعر بالنفوس تغذيها روح الانتقام وتتوارثها الأجيال لحين الوقت المعلوم أو الفرصة المناسبة لاستعادة ما تم إزاحته . اليوم الغلبة والرفعة للغرب منذ أكثر من قرن من الزمان . بدأه باحتلال مناطق شاسعة ، استغل ما يمكن استغلاله ، وحين بدأت الحراكات الثورية الطبيعية المضادة ، وجد الغرب نفسه يخسر ، فخرج ولكن فكر وقدّر ، وهذا التفكير والتقدير هو ما نسميه بالمؤامرة ، حيث صنع أناساً يقومون على مصالحه بعد خروجه ، فكانت الدول والتقسيمات المعروفة . الغرب مصالحه مع المنطقة ما زالت كبيرة وكثيرة ، وتجاهلنا كلية ليس بالأمر الممكن لهذا الغرب .. ولأن الواقع يتغير كل حين ، لابد من استراتيجيات أخرى ، ولابد من عقول تفكر وتخطط وتدبر لجعل حبل الغرب متصلاً بالمنطقة لا ينقطع ، وكي يبدو وجوده أمراَ ضرورياً عند سكانها . هذا التدبير والتخطيط والتفكير هو المؤامرة . بمعنى آخر ، كيف أخطط لأن أبقى عندك وأستفيد منك بصورة وأخرى . هذه هي المؤامرة باختصار شديد. الغرب ليس يتآمر علينا فحسب ، بل على آخرين كالصين وروسيا ، ويحدث العكس ، بل في الغرب يحدث الأمر بين بعضهم البعض أيضاً . الكل يريد مصلحته ، فما المشكلة أن يتآمر أو إن صح التعبير ، يخطط ويدبر للحفاظ على مصالحه . بل ما المشكلة أن يتآمر العرب أيضاً على الغرب ؟ أين الخطأ ؟ لا نريد أن نكون دوماً ضحية في لعبة الصراعات. لنلعب اللعبة ذاتها مع المتآمرين ، بل لتخفيف المصطلح ، لنفكر ونخطط وندبّر عبر مراكز أبحاث ودراسات ، شأننا كشأن من يستغلنا ويعادينا .. فهل الصورة واضحة ؟