29 أكتوبر 2025
تسجيلبالأمس قلنا لمن فاته المقال حول خاتم الأنبياء محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، وكيف أن اليهود كانت تعلم بقرب ظهوره وكانت تتمنى وترغب أن يكون من نسل يعقوب، يهودياً. لكنه خاب ظنهم، فكان النبي العربي الأمين، أبو القاسم، من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام جميعاً.. وقلنا بأنهم خططوا منذ ذلك الحين لرحلة عدائية طويلة تمتد إلى ما شاء الله لها أن تمتد.الغرابة في مسألة معاداة اليهود للنبي الكريم أنهم هم من بدأ، رغم أنه صلى الله عليه وسلم لم يتعامل معهم بعد، ولم يحتك بهم أو يقيم أي علاقات معهم.. بل وصل الأمر أن كان بعض أحبارهم وكبار علمائهم يجهرون بالعداوة ولا يترددون في إعلانها للناس حينذاك!! لماذا العداوة؟ هذا السؤال الذي إن عرفنا إجابته، سهل علينا فهم كثير من الحاصل اليوم في علاقات المسلمين واليهود.. لقد عادى اليهود النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ليس لشيء بقدر ما هو حسد عميق، كان ضارباً في أعماق نفوسهم، ليس إلا. في فاتحة الكتاب يعتبرهم القرآن من المغضوب عليهم.. لماذا؟ لأنهم عرفوا الحق ووجدوا طريق الهداية، لكنهم رفضوا اتباع الحق والسير على طريق الهداية المحمدية، بل أكثر من هذا، قاموا بإعلان العداوة بشتى الطرقعبر التاريخ وإلى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله.حين يقول البعض إنه ليس بيننا وبين اليهود شيء، نقول لهم: لا، هناك أشياء وأشياء، وحين يقولون لك هناك فرق بين اليهود والصهاينة ، نقول لا فرق.. بل اليهود أشد عداوة للذين آمنوا، وليس هذا من عند أنفسنا، بل هو قرآن يُتلى إلى يوم الدين. ليس من السهل أن نتجاوز عن الحقائق التاريخية وليس سهلاً أن ندّعي عكس ما هو مبين وواضح في القرآن، الذي إن فهمناه فلن نجهد ونتعب في فهم علاقاتنا الحالية مع غيرنا من الأمم.. وهذا لب الموضوع .