17 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نتقبل كلمة "اتق الله" في عالم المؤسسات؟

14 يناير 2013

لو قيل لمسؤول كبير المنصب، مدير عام أو رئيس تنفيذي أو رئيس مجلس إدارة أو دكتور وعميد جامعي أو طبيب "اتق الله" فيما بينهما وبسبب وبشكل ودي وقمة في الأدب ومن دون تجريح ولا تشهير ولا هجوم، هل سيقبلها بأريحية كاملة؟ أم سيغلق ما دونه الأبواب ويضيق به صدره، وتعلن بعد ذلك الحرب والعداوة على من تجرأ وقال له تلك الكلمة "اتق الله". هل أصبحت هذه الكلمة تزعج وتقلق وتضايق الآخرين — إلاّ مم رحم الله — نتركها ولا نقولها مهما كانت الظروف والأسباب حتى لا نخسر الآخرين من مديرين وصناع القرار في عالم المؤسسات ولا نتشابك مع الغير، وقد لا يتحملها الآخرون، وتضيع حقوقنا الوظيفية في هذه المؤسسة بسبب هذه الكلمة. ونقولها لكل من له قلب حي وضمير يقظ ونفس تسمو إلى كل خير وصنع ما هو مفيد ونافع... اتق الله في منصبك ومسؤولياتك. اتق الله فيمن وليت عليهم في المؤسسة أو الهيئة أوالمنظمة أو الشركة. اتق الله في أداء الأمانات ولا تضيعها وتخونها. اتق الله في تقييمك لمن تحت إدارتك. اتق الله في إدارة العمل الخيري. اتق الله في وطنك ومجتمعك ولا تضيع مقدراته ولا تهمل كفاءاته. اتق الله في رعاية الأيتام والمحافظة على حقوقهم واستثمار أموالهم خير استثمار. اتق الله يا من تؤخر معاملات الناس وبإمكانك أن تنجزها في أسرع وقت. اتق الله يا من تعوّد على نشر الإشاعات في المؤسسة وبين الموظفين. اتق الله يا من كنت شريكا إستراتيجيا كمؤسسة في إقامة حفلات في أي مجتمع لا جدوى منها ولا منفعة، وتضرب عرض الحائط بقيمه وأخلاقياته وعاداته وتقاليده الطيبة. اتق الله يا من تؤخر الكفاءات الوطنية وتقدمها للغير من الجنسيات الأخرى على طبق من ذهب ثم يختلس ويرحّل — ولا نعمم —. اتق الله يا من تحسب ألف حساب لمنصبك حتى لا يذهب منك على مصالح المؤسسة وموظفيها — ولا نعمم — فنحن بحاجة إليها في كل وقت في عالم المؤسسات ودنيانا. وما أضعفنا إذا لم نتقبلها فهي تذكرنا به سبحانه وتعالى. قال رجل لأبي حنيفة رحمه الله: اتق الله فانتفض واصفر وأطرق وقال: جزاك الله خيرا. نعم فينا من يسمعها ويتقبلها ويكن الخير لمن قالها. "ومضة" وقد قيل "وإن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل اتق الله. فيقول عليك بنفسك".