30 سبتمبر 2025
تسجيلفي مثل هذا اليوم أطل صاحب الطلعة الشقية المدعو بشار الأسد على الشاشة ليؤدي واجب الخطاب البائس الذي اشترك في كتابته العديد من الأساتذة والخبراء المتمرسين وزادوا من بلاغته عن الخطابات الستة السابقة. ليدغدغ بشار بخطابه الجديد ذي الفكر القديم بعض المشاعر السطحية ويرفع معنوية مؤيديه من بعض الطائفة العلوية، التي مازالت مع عصابة الأسد والشبيحة الذين لا يسعهم أن يكونوا إلا مع من رباهم على تلك الأخلاق الذميمة الخارجة عن أي دائرة إنسانية وكذلك ليبين للحلقة الصغيرة معه ممن يديرون الصراع ضد الشعب الثائر أنه حاضر وبقوة لأن حضوره وقوته ليس منه، وإنما بحبل من إيران العدوة الأولى الأيديولوجية التي تراهن على هذا الحصان الخاسر حتما وكذلك على روسيا بوتين ولافروف التي لا يهمها أبدا إزهاق أرواح الملايين في سبيل صيانة مصالحها المعروفة وهي اليوم امتدادا لتاريخها الأسود في القتل والإبادة، وكذلك الصين بتنينها الوحشي وبدعمها السياسي، ثم تأتي الأذناب التابعة لخدمة تلك الأهداف القذرة كحزب الله الطائفي ومالكي العراق الحاقد وهما التابعان المطيعان لولاية الفقيه والمؤتمران بتعاليم خامنئي المنحاز أيديولوجياً إلى العصابة الأسدية المتخندقة مع جماعات الظلام يطلع بشار الجزار اليوم ليثبت بما لا شك فيه أن لديه الضوء الأخضر من إسرائيل وحلفائها في العالم، وبعضهم ممن يزعم أنه من أصدقاء الشعب السوري وهو العدو اللدود والجاسوس الأثيم، حيث دلت العديد من الحقائق والوثائق والقرائن على أن مثل هؤلاء مأمورون بإطالة عمر الأسد مهما فعل ما دام ذلك ضمن الأسلحة التقليدية الثقيلة والخفيفة براً وجواً وبحراً والخط الأحمر إنما هو فقط لاستعمال الأسلحة الكيماوية طبعا ليس خوفاً على الشعب وإنما على الصهاينة وعلى رأس هذا المحور أمريكا وبعض الدول الغربية، ومن يسير في فلكها يظهر المجرم العبد الطائع لأسياده هؤلاء، ليقول للجميع أنا فقيه ولست سفيهاً حتى يحجر علي، أنا المخلوق الوحيد في العالم الذي يفهم مآتي السياسة ومخارجها، حتى إنه أحرج روسيا في موقفها حول مؤتمر جنيف وانتقد بعض بنوده وأحرج الإبراهيمي المبعوث الأممي وأعطاه بناء على أفكار أسياده في إيران الذين رتبوا له الخطاب وعلموه إياه منذ وقت، بحيث إنه أجهز على الأخضر بضربة قاسية وبسياسة الدم الأحمر لا الحل السلمي الذي ذكره الإبراهيمي مؤخراً، لقد جاء خطاب الطاغية الوحش في مستهل العام الجديد ليبرز أنه يبدأ بالخير على فهمه هو لا بالبشر الذي يقر به كل منصف تأمل هذا الخطاب الشرير، ونحن لا نرى في ذلك عجباً لأن هذا اللاإنسان المتعجرف المغرور المتغطرس تأبى سيكولوجيته ونفسيته أن يتعامل في الحياة إلا كما كان أبوه من قبله ومن أشبه أباه فما ظلم، لقد طرح فاقد الشرعية أموراً كثيرة في هذه الكلمة لعل ما يحتاج منها إلى التعليق وإن كان لا يستحقه لأنه مجرب بالكذب والنفاق والرياء والباطنية اللعينة، ومن جرب المجرب كان عقله مخرباً كما يقول المثل، إلا أننا والباحثين المخلصين قد نضطر إلى تبيين فساد حجته الساقطة أصلاً، تحذيراً للمغرر بهم وإيضاحاً للجاهلين وخصوصا خارج الوطن السوري فمعظم من هم في سورية يعرفون حق المعرفة لعل أولى ما يجب الرد عليه هو ما جاء في مبادرته الجديدة لحل الأزمة ورآها سلفاً هي الوحيدة في العلاج، وإن كل حل غيرها أو نقض أو تعديل لا يمكن بحثه فهي طبخة سياسية من زعيم حاقد ومن يرفض الأكل منها سوف يأكله حقده، وذلك رغم اعترافه لأول مرة أن البلاد تمر بأزمة، وأنه لم يعد أمن وأمان في سورية، وإن كان أرجع ذلك إلى فعل من سماهم إرهابيين وأعداء الوطن، وأن الصراع ليس بين المعارضة والحكومة وإنما بين الوطن وأعدائه. ولذلك أكد أنه لا حوار ولا مفاوضة أبدا مع المسلحين لاعتقاده الواهم أنه الرابح في هذا الصراع وسيستمر فيه بالحل والحسم الأمني لسحق فقاعات الصابون والربيع المزيف، بحجة أنه لا تنازل عن المبادئ ولا تفريط بحقوق الوطن الذي هو أبعد الساسة عن خدمته، وقد قال قاسم أمين: إن الوطنية تعمل ولا تتكلم، ووطنيته تذبح وتحرق كل شيء لقد قدم العبد المأمور ما علمه إياه أسياده في إيران للحل السياسي الذي تكون مرحلته الأولى بالتزام الدول التي تدعم ما سماه بالإرهاب أن نوقف دعمها للمسلحين الذين يجب أن يوقفوا عملياتهم لتسهل عودة اللاجئين إلى الوطن، وعندها يوقف عملياته العسكرية، وكأن هذا الأحمق الجبان المختبئ كالفأر يتجاهل انتصارات الثوار -مع عدتهم المتواضعة - عليه وتحرير العديد من المطارات وخصوصا مطار تفتناز العسكري والاستيلاء على الكثير من الأفواج والكتائب والمقار العسكرية والمدنية وتطهيرها من رجسه الأثيم، حقاً إنه منفصل عن الواقع وربما يبدو لفرط غطرسته مازال يظن أنه مسيطر، إن العالم كله يطالبه بأن يلقي سلاحه هو ليريح سورية والعالم منه، ثم قال: لابد من آلية لضبط الحدود لأنه يعلم أنه كيف فقد 70% منها بسبب تضحيات الشهداء، ثم دعا الجزار إلى مؤتمر حوار وطني تشارك فيه القوى الراغبة في الحل – أي على مقاسه هو – وكأن الناس بعد كل هذه المجازر التي لا تزال مستمرة، لديهم أي قابلية للحوار معه ولقائه وعصابته المجرمة لا ريب أنه يحلم ويحلم عسى يصدقه الناس. أما المرحلة الثانية فهي التي يعتمد فيها على ميثاق وطني يتمسك بسيادة سورية ووحدتها ورفض التدخل في شؤونها الداخلية وينبذ الإرهاب، وإن هذا الميثاق هو الذي سيؤسس لنظام دستوري ويسمح بقانون الأحزاب ويعرض هذا الميثاق على الاستفتاء الشعبي، ثم تشكل حكومة موسعة تكلف بتنفيذ بنوده، وكأن هذا الكلام والطرح جديد!! إنه المعزوفة نفسها التي كان يرددها ثم لا يفعل شيئا منها، إذ هو يتخيل أنه يصلح فيفسد، ولا يمكن للمفسد أن يكون مصلحاً لأنه مستبد، وهو يظن أنه بفكرة الاستفتاء الشعبي يخدع الشعب بمناورته ليكسب الوقت ويطيل أمده في الحكم باسم الشعب وهو وأزلامه!! لا يمكن أن يكون مثلهم في العالم في مهارة التزوير قديما وحديثا.أما المرحلة الثالثة فتشكل فيها حكومة جديدة وفقاً للدستور ثم يعقد مؤتمر للمصالحة والمسامحة والوطن يسامح والحكومة تسامح والمواطنون يسامحون على حد تنظيره السقيم فهو الآمر الناهي والخصم والحكم وكأنه يظن أنه مازال حاكما وسيداً كأن الناس مازالوا عبيدا مع أن الأمر عكس ذلك تماما.إن هذا المأفون المستحقر لعقول السوريين بكل المقاييس لا يمكنه أصلاً أن يطرح مبادرة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا من نكد الدهر وسخرية الأحداث، يا للسخافة، يا للعار، يا للجهل، وما هو والثوار والأحرار والشعب والجيش الحر في سورية الجريحة، إلا كما قال الشاعر:لا تعاقب يارب من رجمونيواعف عنهم لأنهم جهلاءنعم لكن الله قد يعفو، أما حقوق العباد فهي مبنية على المشاححة وليس لأي إنسان أن يعفو عن حقوق الملايين من القتلى والجرحى والمعتقلين والمشردين والضعاف من الشيوخ والنساء والأطفال، نعم إننا نقول له كما قال: إن الوطن يعلو ولا يعلى عليه وأنت تعرف من أنت إزاء الوطن أيها الحاقد الطائفي اللص الناهب - أنت وأبوك - المليارات من عرق شعبنا المقهور وأنه لا يمكن لهذا الشعب بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى أن يقبل بهذا الظالم، بل وهو ينتظر محاكمته بفارغ الصبر ولن يلقي الثوار أسلحتهم قبل هذه المحاكمة بإذن الله، إن هذا البوم الوقح والغراب المشؤوم سيهلك مهما طال الأمد، لأن الحق مع الشعب والحق قديم والحق هو الله وهو مع المظلوم وليس مع هذا الظالم ومن يدعمه أبدا، وإن كل من في سورية ينادي: نعوذ بالله الأحد من حاسد إذا حسد وممن يحرق البلد ومن خطابات بشار الأسد، إن الأبطال سيحيلون تفاؤلك الكاذب تشاؤما، وإن الأوبرا الرامزة للثقافة والفن ستكون حجة عليك ولن تكون هي ولا قصرك عرينا أبدا، وسامح الله الدول العربية والإسلامية أي أكثرها بالمواقف الباهتة إزاء نصرة الضعفاء، إذ بذلك يشجعون كل فرعون أن يتمادى.. قفوا مع الضحية قبل أن يحاسبكم الله، وأزيحوا مع اخوانكم الجلاد تسعدوا، ألا تحرككم مواقف إيران وروسيا وداعمو هذا المجرم؟ يجب أن تكون أسبق منهم لنصرة الحق وإزهاق الباطل، ويا كل العالم إن الاستبداد والفساد لن يبقى الدهر، مادام شعب يقاوم ويعينه المخلصون، لا ريب أن الجزار ومن معه هم الذين سيسجل التاريخ أنهم فقاعات الصابون وأن من سماهم هذا المجرم حفنة من المجرمين هم الذين ستشرق سورية لهم، ويذهب هو وخطاباته إلى مزبلة التاريخ.