17 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يصل سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا؟

13 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حرّك ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية مياه الحياة السياسية الراكدة. حتى الآن لا إعلان رسمياً لهذه التسوية ولا والد شرعيا يعلن نسبتها إليه، علماً أن نجاحها ربما يقلب خريطة التحالفات السياسية رأساً على عقب. لكن سواء نجحت المبادرة التي انطلقت شرارتها بلقاء سعد الحريري مع سليمان فرنجية في باريس أم لم تنجح، فإن لها جانباً إيجابياً يتمثل بتذكير اللبنانيين بغياب رئيس جمهوريتهم بعدما اعتادوا التعايش مع هذا الواقع. لسليمان فرنجية نقيصة كبيرة تتمثل في العلاقة الشخصية التي تربطه برئيس النظام السوري بشار الأسد وتأييده لتدخل حزب الله في الأزمة السورية، عدا ذلك فإن للرجل إيجابيات كثيرة من الإجحاف إهمالها، وهي غير متوفرة في بقية المرشحين. فهو من السياسيين القلائل الذين لم يغيّروا مواقفهم ولا يخجلون في التعبير عنها مهما تبدلت الظروف. وهو من الشخصيات الواضحة والمباشرة والصريحة، تقول الحقيقة كما هي، مهما كانت صادمة، ولاينتظر رضى الآخرين عنها، وهو أداء لا يألفه اللبنانيون لدى بقية السياسيين الذين اعتادوا اللف والدوران، وإعلان عكس ما يضمرون، وتغيير مواقفهم ومبادئهم وتحالفاتهم تبعاً لمصالحهم. أثبت سليمان فرنجية كذلك في الكثير من المحطات أنه رجل دولة وابن بيت سياسي عريق، خاصة في المراحل التي كان فيها التشنج الطائفي والمذهبي في ذروته، فهو حرص على أفضل العلاقات مع محيطه (المسلم)، وتقديم المساعدات والخدمات لأبناء منطقة الشمال (حيث يقطن) على اختلاف طوائفهم ومشاربهم. من كل ما سبق، يسهل الاستنتاج أن سليمان فرنجية هو خيار مناسب لرئاسة الجمهورية من بين الأسماء المطروحة، وكان يمكن انتخابه بشكل طبيعي عقب شغور سدة الرئاسة قبل 16 شهراً، بعد توافق مسيحي يرعاه البطريرك الماروني، على اعتبار أن منصب رئيس الجمهورية هو من حصة المسيحيين في التركيبة السياسية اللبنانية. لكن أن يأتي اختيار سليمان فرنجية من جانب سعد الحريري له، فهذا يسيء لفرنجية ولجميع المسيحيين ما لم ينل تأييدهم. وهي تجربة سبق أن مر بها اللبنانيون قبل سنوات حين اختارت قوى 8 آذار نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة. يومها طعن فريق من اللبنانيين بشرعيته واتهموه بالغدر والخيانة رغم حيثيته الشعبية وإمكاناته الشخصية التي تؤهله لشغل هذا المنصب، سبب ذلك يعود لأن اختياره لم يكن نتيجة توافق الفريق الذي يمثله في التركيبة اللبنانية. فكما لايرضى المسلمون السنة باختيار رئيس للحكومة ليس من اختيارهم، من المنطقي أن لايرضى المسيحيون برئيس للجمهورية ليس من اختيارهم.