13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر موطن الأمجاد ومنبع الكرم وأميرنا رمز المعالي (1)

13 ديسمبر 2015

يأتي اليوم الوطني في كل عام ليحمل بين طياته الكثير من المعاني السامية والنبيلة للوفاء لهذا الوطن الغالي، وما يجب أن يتبناه ويشعر به إنسان هذه الأرض، لأن هذا اليوم ليس كبقية أيام السنة، بل هو يوم الاحتفال بالأمجاد التي خلدها ابن وبنت هذه الأرض على مدى القرون الماضية.واليوم الوطني الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام يحمل بين طياته أيضا الحب والوفاء والولاء لمؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني الذي وحد شبه جزيرة قطر بتعاون وتكاتف قبائل قطر في مرحلة التأسيس، وصولا إلى العصر الزاهر الذي نجني ثماره في هذه الأيام.وما من شك أن عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد حاكم قطر وباني مجدها والمتوفى سنة 1913 م يعد من العهود المهمة في تاريخ قطر المعاصر، فهو بقدر ما كان حاكما فقد كان القاضي والخطيب والشاعر، كما أن أوقافه الخيرية كانت شاهدة على عصره واستمرت منذ حياته حتى وفاته بل حتى أيامنا هذه.** تأسيس قطرعرف عن المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني تقواه وتمسكه بالدين والمحافظة على القيم الإسلامية والأخلاق النبيلة النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف التي حافظ عليها مؤسس قطر، فانتشر العدل والسلام في ربوع قطر، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، بل تعدى سعيه لنشر الوئام والاستقرار إلى خارج حدود قطر ووصل إلى أغلب دول الجزيرة العربية وما جاورها.وعرف عن المؤسس أيضا حبه لقبائل قطر ووقوفه معهم في السراء والضراء، وهذا العامل كان كافيا إلى وقوف جميع أفراد شعب قطر مع الحاكم في تلك الفترة التي كانت تشهد بعض الحروب الطاحنة والخلافات الجغرافية التي لا نهاية لها، فاستطاع الشيخ جاسم ، لم شمل القطريين والمحافظة على حدود قطر كما تمكن من صد كل عدوان تعرضت له قطر في تلك الظروف القاسية والصعبة.أوقاف المؤسس وخدمة المسلمينكان المؤسس من الحكام العرب القلائل الذين سخروا ثروتهم في الوقف ومساعدة المحتاج والفقير داخل وخارج قطر، كما كان اهتمامه يتركز على بناء المساجد والمنابر الدينية ونشر المصاحف والكتب الإسلامية التي كانت تطبع في خارج قطر، ومن ثم يتم توزيعها على كافة دول الجزيرة العربية والبلدان العربية والإسلامية الأخرى، وهذه السنة الحسنة مشى عليها من بعده أبناؤه وأحفاده من شيوخ قطر مثل الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني والشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني والشيخ علي بن عبدالله آل ثاني والشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصولا إلى عهد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.** مصحف قطرلعل الجميع يعرف التجربة القطرية الفريدة في طباعة " مصحف قطر " الذي يأتي تتويجا لمواصلة أعمال المؤسس وأوقافه الخيرية من قبل حكام قطر من بعده، فهو طبع في عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل سنوات وما زال يوزع بالمجان لكافة المسلمين في كل دول العالم. وكما جاء في التعريف بهذا المشروع الخيري. بدأ التفكير بمصحف قطر حيث إن دولة قطر تضطلع بخطه وطبعه قبل سنوات في رحاب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي لاقت كل تشجيع ومساندة واستحسان من حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله في تلك الفترة، ثم عُرضت الفكرة على مركز الأبحاث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول، لتلقى هنالك الرغبة في التعاون والمشاركة في الفضل، وبعد اجتماعات ومداولات تم الاتفاق على عقد مسابقة دولية للخط العربي، كانت الأولى من نوعها في تاريخ الخط العربي وتاريخ كتابة المصحف، فاجتمع لها أمهر الخطاطين، وانتهت تصفياتها بفوز عبيدة محمد صالح البنكي، وأقيمت مسابقة مشابهة خاصة بزخارف المصحف، حيث تم اختيار أفضل ثلاثة من المزخرفين، كلفوا بتصاميم عدةٍ لأُطر الصفحات، وعلامات الأجزاء والأحزاب والأرباع والسجدات والوقفات وغيرها، وبعد رحلة طويلة من الكتابة والتدقيق والطباعة والمراجعة والتصويب، جاء مصحف قطر ليروي في كل صفحة من صفحاته قصة العناية والرعاية والإقبال على كلام الله وحب كلام الله تعالى ؛ مبدع الأكوان ومنزل القرآن.** إحياء تراث الآباء والأجداد في اليوم الوطني أصبح جميع من يعيش على هذه الأرض يحيي هذه الذكرى السنوية من خلال إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية التي ارتبطت بأجدادنا منذ القدم، كإقامة فن العرضة الحربية وممارسة ركوب الخيل والإبل والصيد بالصقور وغيرها من الأنشطة التي كانت سائدة بين أهل قطر قديما، لتأتي هذه المناسبة الغالية علينا في إعادة احيائها من جديد، وتسهم مساهمة كبيرة في تعليم أطفالنا هذه الفنون القطرية الأصيلة التي ترتبط بشكل أساسي بالهوية الوطنية التي ننشدها جميعا حفاظاً على تراث الأجداد.والأجمل في هذه المناسبة الوطنية أن جميع مدارس قطر، الحكومية منها والخاصة تحيي هذا اليوم من خلال الافتخار بالمناسبة العزيزة، فتقيم الاحتفالات داخل وخارج المدارس من خلال أداء الفنون الشعبية الرجالية والنسائية، بجانب إقامة الندوات والمحاضرات والبرامج التوعوية الهادفة، للتعريف بمعاني هذا اليوم من خلال زرع حب الوطن في النفوس.** أبيات في عشق الوطن:من أجمل ما قرأت حول حب الوطن هذه الأبيات الفصيحة الجميلة التي تقول:ولي وطنٌ آليتُ ألّا أبيعَهُوألّا أرى غيري له الدهرَ مالكاعهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةًكنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالكوحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُمآربُ قضّاها الشبابُ هنالكإِذا ذَكَروا أوطانهم ذكَّرتهمُعهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذالكَفقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُلها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا** كلمة أخيرة:شعار هذا العام لليوم الوطني هو شطر بيت من أشعار المؤسس، له مدلولات كبيرة في الشجاعة والمروءة والدفاع عن المظلوم، يقول: (هدّاتنا يفرح بها كل مغبون ).