26 أكتوبر 2025
تسجيلسافر.. ففي الأسفار خمس فوائد.. هذا كان فيما مضى.. الآن هناك فوائد جمة، متى ما كانت الصحبة برفقة كوكبة من الفنانين، ذلك أن بمقدورهم قطع المسافات، والمعاناة والتعب ومشقة السفر بخلق جو من البهجة والسرور والانشراح، في رحلة المعاناة للمشاركة في فعالية مسرحية، اكتشفت أن هناك من يخلق وشائج للبهجة عبر خلق إطار جميل، واكتشفت أن أبناء هذا الوطن وبخاصة الجيل الجديد يحمل في ذاكرة ثروة هائلة من الأغاني والأهازيج، فعندما ينطلق الفنان الموهوب محمد الصايغ بترنيمة حتى ينطلق راشد سعد وخالد عتيق الخليفي في الإمساك بتلابيب الأغنية، قديمها وحديثها، ويتحول أحمد عفيف وإسماعيل القصاص إلى كورس متمرس، وهذا خفف معاناة أو مأساة الرحلة إلى حالة رحلة أخرى، والسؤال: هل هناك جهة ما.. أقول جهة ما، تحاول أن تحافظ على إرثنا وتاريخنا الغنائي من الضياع، لماذا لا تقوم جهة ما، برصد وتسجيل كل فنوننا الإبداعية والمتوارثة منذ أجيال؟لدينا كنز ثري من الأغاني التي استوطنت منطقة الخليج وهناك من يغرف من هذا التراث ويلبسها ثوب المواطنة في بعض دول المنطقة، ومع هذا فإننا نعيش بمعزل عن الآخر، نعم هناك تلاحم بين شعوب الأرض والإبداع الإنساني طائر يحلق في فضاءات الله، ومع هذا فإن الواقع المعاش هنا مع الأسف يتجنب استحضار كل تراثنا وفي كل فنون، بدءاً بفن الصوت، البستة، وكافة أشكال فنون البر والبحر على حد سواء وإلا ماذا نقول عن غياب فنون الجربة مثلاً، وهل لدينا الآن عازف على آلة الجربة أو يعرف كيف ينفخ فيها.. هل لدينا لاعب منجور، صرناي، عازف ماهر لآلة المرواس، هل لدينا لاعب على آلة الطنبورة بخلاف محمد الصايغ!! أما عن الليوة فلا تسأل.. وجل فنوننا في طريقها إلى الاندثار حتى أن بعض الفنون التي خلقت تواصلاً مع الآخر، لا أثر لها في واقعنا المعاش.. مثل احتفالات المالد. أما عن فنون تاء التأنيث فقد استبشرنا خيراً عندما تم تكليف الفنانة فاطمة شداد بالمهمة، فهل تعيد فصول تاريخ مضى وتحيّي المراداة، والخماري وفن الدزه وغيرها من الفنون، سواء ما كان مرتبطا بفنون البر أو البحر، فنون الرجال والنساء.سؤال: متى يتم تكليف مجموعة من أبناء هذا الوطن بتسجيل كافة الفنون خوفاً من الضياع؟ ذلك أن بعض دول الخليج تقوم بهذا الدور، ولكن المؤسف أن نظرتنا لجل الفنون بخلاف الآخر.. وسلامتكم.