13 سبتمبر 2025

تسجيل

الوعي وأثره في استجابة المرأة المسلمة للتحدي الحضاري

13 ديسمبر 2010

قال صاحبي: ما هي مستويات الوعي المتنوعة التي قد تتوصل المرأة المسلمة إلى إدراكها بالصبر والمجاهدة استجابة إلى التحدي الحضاري؟ قلت: لتحقيق هذا الهدف الكبير عليها أن تحاول تربية نفسها وتغييرها عبر قنوات متعددة أبرزها: أولاً: الوعي بأهلية الإسلام وفقهه وأحكامه على قيادة الحياة البشرية، وبناء الإنسان المسلم، وتوجيهه لبناء مجتمع تكثر فيه الخيرية، ويحل إشكاليات واقعه المعقد بأحكام الله، وتسييد مبادئ الإسلام وقيمه، وبالاجتهاد في فقه الواقع النابع من منطلق الإيمان بأن الإسلام يحمل بين طياته مفاهيم قادرة على الاستجابة للتحديات الحضارية، وهنا تظهر بإلحاح قضية الاجتهاد وضرورة تصدي العلماء عبر اجتماعهم على كلمة سواء، لكل محاولات التجهيل والتزييف والتكفير والاستسلام، والعمل على الارتقاء بالأمة إلى مستويات التحدي الحضاري عبر التركيز على طبيعة النظرة المتوازنة التي يقوم عليها ديننا الحنيف، حيث تتناغم الروح والمادة لتحقيق العبودية لله جل شأنه، وفي تمكين الإنسان في خلافته تعالى على الأرض للانطلاق نحو تشييد عالم إنساني يسوده التفاهم والمساواة. ثانياً: الوعي بتأصيل المفاهيم المعدة للمرأة بإرجاعها إلى القرآن والسنة، وذلك بفهم النصوص المتعلقة بها فهما يستند إلى تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أحاديثه الصحيحة، وإلى تطبيقه لها صلى الله عليه وسلم وإلى ممارسات أمهات المؤمنين والصحابة أجمعين، وبذلك يمكن للمرأة الوقوف على أرض صلبة ونزع حقوقها ممن لا يحترمها، والانطلاق إلى آفاق التغير والإبداع والتحدي بتقديم نماذج يمكن أن تكون نواة لمجتمع راشد تنعم في ظله وظل قيمه ومبادئه البشرية جمعاء. ثالثاً: الوعي بمقومات شخصية متوازنة مع ذاتها الفردية وذاتها الجمعية، تنفتح على فكر الآخر وتستفيد منه بما لا يؤثر على ثوابتها، فإذا تم للمرأة المسلمة ذلك استطاعت النهوض بهذه الأمة بسرعة، خاصة إذا بدأت كل امرأة مسلمة بنفسها وبأبنائها واضعة نصب عينيها قوله تعالى: (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)، "المائدة: 105". رابعاً: الوعي بضرورة حضور المرأة ومشاركتها بقوة في مجالات الحياة كلها حسب امكانياتها، حضور يتجاوز المناسبات والأحداث إلى حضور فعلي مستمر، تسعى فيه إلى اثبات وجودها بامتلاك آليات وامكانات معرفية ومنهجية، دون اللجوء إلى من يتحدث باسمها، لتحقيق المعنى الشمولي بقوله سبحانه: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، "آل عمران: 104". وهذه الدعوة لن تكون إلا بالوعي بالحضور والمشاركة وتفعيلها في واقع حياتها وحياة أسرتها ومجتمعها، في أي موقع أسري أو اجتماعي كانت، ومن خلال هذا الحضور تستطيع تحقيق ذاتها وتطوير امكانياتها وقدراتها الإبداعية في أي مجال من مجالات الحياة.