16 سبتمبر 2025

تسجيل

في عيدها الثالث والعشرين تبقى الجزيرة بصمة في صناعة الإعلام

13 نوفمبر 2019

عندما انطلقت شبكة الجزيرة عبر قناتها الإخبارية الوحيدة في عام 1996 م سادت مقولة في العالم العربي بأن الإعلام الحر قد انطلق من دولة عربية صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في رؤيتها الإعلامية لخلق إعلام جديد يقوم على التغيير وصناعة إعلام مختلف عن الوضع الراهن والمتردي في مجتمعاتنا العربية لهذه الصناعة التي تعوَّد العرب عليها من خلال التطبيل وعبارات الإطراء والمديح للحكام وأصحاب الفساد في شتى أنحاء المعمورة. ◄لكن مع مجيء الجزيرة: وجد المشاهد العربي صورة مغايرة عن الواقع الإعلامي المعاش.. فاستقبل هذه القناة بكل رحابة صدر وظن الكثير بأن شيئا ما يحدث في عصر الإعلام بفضل الرؤية القطرية الذكية التي وجدت أن اللحظة المطلوبة قد ولدت في عام 1996 م لإطلاق قناة فضائية محايدة تبحث عن الرسالة الهادفة لتنوير الرأي العام بشكل أفضل مما عليه الآن. ◄ وبالفعل نجحت الجزيرة: في كسب كافة المجتمعات العربية سواء ممن يعيش في الدول العربية أو من يعيش في المهجر.. فشكلت علامة وبصمة في صناعة الإعلام رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها في مهدها.. وهذا ما زاد من قوتها ومكانتها في الأوساط العربية والعالمية. ◄ الحكومات العربية تتحدى: وانبرت بعض الحكومات العربية للتقليل من قيمة الجزيرة ورسالتها التي ركزت على النقد البناء والمحايد وكشف زيف بعض الحكومات التي مارست الطغيان وتغييب العدالة الاجتماعية وممارسة الإرهاب وحمامات الدم التي جعلت من المواطن العربي مسلوب الإرادة لا يتابع الإعلام الرسمي في دولته.. ففضل اللجوء لمتابعة الجزيرة في تلك الأيام لمعرفة حقيقة ما يجري وراء الكواليس وهو ما لن يعجب أغلب الحكومات العربية التي اعتبرت القناة بمثابة ثورة عليهم.. هذا من ناحية.. وثورة في مجال الاتصال والتواصل بين الشعوب من ناحية أخرى. في عيدها الـ 23:أصبحت الجزيرة مؤسسة إعلامية كبرى يشار إليها بالبنان.. ليسن لكونها قناة فضائية فقط بل لأنها تحولت إلى مؤسسة إعلامية عالمية ذات مكانة مرموقة تحظى بتقدير العالمين العربي والدولي.. فقد حققت عبر مسيرتها التي تقترب من ربع القرن العديد من الإنجازات وحصدت الجوائز والأوسمة العالمية في المهرجانات والمنتديات الكبرى وهو ما أعطاها مكانة مرموقة لم تحظ بها أية مؤسسة إعلامية عربية أخرى.. وهذا هو مفتاح النجاح الذي يحسب لها على مدار سنوات مسيرتها. ◄ كلمة أخيرة: تبقى الجزيرة بعد هذا العمر منصة إعلامية كانت تمثل الحلم لكل العرب في انطلاقتها.. واليوم غدت تمارس دورها بكل أمانة وإخلاص ليس من أجل خدمة الشعوب فقط بل من أجل تنفس أجواء الحرية التي كانت مختفية من بيئاتنا العربية.. فإلى الأمام من أجل صناعة أفضل مشروع يبني حياة تختلف عن الواقع الإعلامي المر الذي ما زال يعشش في بعض المجتمعات العربية المتخلفة عن الركب. [email protected]