30 أكتوبر 2025

تسجيل

" ترامب " الرئيس الأمريكي المنتخب والتقارب مع العرب

13 نوفمبر 2016

* العرب يفتحون صفحة جديدة مع الرئيس الجديد بحكم علاقات الصداقة بينهم* قطر والولايات المتحدة تربطهما اتفاقيات شراكة ومشاريع استثمارية ضخمة نعم كانت الانتخابات الأمريكية بالأمس مفاجئة وغير متوقعة من أجل الوصول للبيت الأبيض في معركة تاريخية كانت حاسمة وعاصفة بين مرشحة الديمقراطيين " هيلاري كلينتون " ومرشح الجمهوريين " دونالد ترامب "، حيث أصبح الأخير بعد انتصاره الرئيس رقم (45) في تاريخ الولايات المتحدة، وهو ما لم يتوقعه أحد عشية انتخابه رئيسا بالتصويت، والذي تبدأ فترة رئاسته يوم 20 يناير 2017 م . الرجل السبعيني (من مواليد 1946)Donald John Trumpدونالد جون ترامب الذي كسب الانتخابات الأمريكية بفارق ضئيل جدا خلال انتخابات الأمس كان الكثير لا يعرف حتى آخر لحظة من الذي سيفوز ؟ .. لتخوفهم من وقوع بعض المفاجآت وهو ما يحدث بالفعل في هذه الانتخابات .وكلنا يتذكر قبل عدة أشهر عندما تم تصويت البريطانيين على بقاء أو خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي، حيث خرجت بريطانيا من خلال التصويت في اللحظات الأخيرة بعد إعلان التصويت النهائي، فكانت المفاجأة بالخروج . ** روسيا جندت كافة طاقاتها الغريب في الأمر أن الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " سخر كافة إمكانياته للتشويش على الانتخابات الأمريكية بحكم عداء روسيا للولايات المتحدة من جهة، وبحكم عدائه الشديد لهيلاري كلينتون، فهو كان يتمنى فوز " دونالد ترامب " وحرمان كلينتون من الفوز، ومن يتابع الإعلام المرئي الروسي في هذه الانتخابات سيرى أن " قناة روسيا اليوم " تتعامل مع الحدث وكأنه يعني روسيا ولا يعني الولايات المتحدة بسبب تكريس كافة الإمكانيات لهذه القناة للوقوف مع " ترامب " بكافة الوسائل المتاحة .وقد أثبتت هذه الانتخابات أن الولايات المتحدة كانت تنقسم إلى فريقين وصولا للبيت الأبيض، وهذا ما انعكس على صعيد المتابعة لهذه الانتخابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبخاصة في " تويتر " حيث زادت قبل إعلان النتائج على المليار تغريدة تقريبا . ** ترامب رجل الأعمال والرئيس و" ترامب " رجل أعمال شهير ومالك للعقارات وهو ثري معروف على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول العالم، كما أنه شخصية تلفزيونية شهيرة، وهو كاتب معروف له الكثير من المؤلفات التي سترتفع أسعارها بعد هذا اليوم وستصبح مقروءة في كل أنحاء دول العالم، كما عمل في الفنادق وتفوق فيها كتاجر يعرفه الجميع في أمريكا والعالم، ولم تتوقف تجارته عند هذا الحد بل عمل في صناعة الطيران والتوسع فيها رغم تصاعد الديون فيها بعد ذلك وتعرضه لبعض الصعوبات المالية .أما الأمر اللافت للنظر فور انتصار ترامب المفاجئ أنه اشتعلت حسابات " تويتر " من التعليقات بين مؤيد ومتحفظ على نتائج هذه الانتخابات التي جاءت مفاجئة للجميع وبعكس توقعات رجال الاقتصاد والسياسة والإعلام على وجه الخصوص . ** ردود أفعال وقد علقت كل دول العالم على انتصار ترامب ووصوله إلى سدة الحكم، حيث كانت متفقة ومختلفة على ما يبدو بين مؤيد ومتحفظ، فدول أوروبا انتابها الرعب بعد سماع الخبر المفاجئ لهم، والرئيس الروسي " بوتين " كان أول السعداء وفتح " الشمبانيا " ابتهاجا بخبر انتصاره، وتركيا تمنت أن يخدم ترامب التطورات في المنطقة، بينما علق وزير الخارجية الإيراني قائلا : على ترامب الالتزام بالاتفاق النووي، بينما طلبت طالبان من الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية من أفغانستان فورا، أما الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية فقد أكد على أهمية العلاقات الأمريكية السعودية وأشاد بها كدولة صديقة . ** ترامب والتقارب مع العرب وفي المرحلة المقبلة للرئيس ترامب نتمنى أن تكون أكثر فاعلية في التقارب مع العرب والمسلمين من خلال إنصاف القضية الفلسطينية وحل الأزمات السياسية المشتعلة اليوم في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما نتمناه ونرجوه من الرئيس الجديد للولايات المتحدة . ** ومن هنا كما يقول عنه عبدالباري عطوان، فقد تعرض " ترامب " لحملات إعلامية شرسة، نهشت عرضه، وغاصت في أدق خصوصياته الشخصية والعائلية، وشككت في ذمته المالية، ولكنه استمر في مسيرته وسط حقول الألغام هذه، وأطاح بـ 16 منافسا له على ترشيح الحزب الجمهوري، وها هو يطيح بالمنافسة، أو الحوت الأكبر، كلينتون، ويصل إلى البيت الأبيض بربطة عنقه الحمراء الفاقعة .. فأمريكا تتغير، ووصول ترامب إلى البيت الأبيض هو بداية هذا التغيير، والمنطق يقول إنه يجب علينا أن نتغير أيضا، ونتعلم من أخطائنا الكارثية . ** وفي الختام فإن انتخابات الرئاسة الأمريكية بالأمس كانت شعبية، وتمس الشعب الأمريكي في المقام الأول، فهو الذي انتخبه واختاره وصوت من أجله عن طريق صناديق الاقتراع بكل نزاهة ودون تزييف . وبالرغم من أن نتائج التصويت كانت مفاجئة للعالم أجمع ومنهم الأمريكيين أنفسهم، إلا أن آراء واستطلاعات الرأي جاءت بعكس التيار والموجة التي كانت سائدة داخل الولايات المتحدة وخارجها . كلمة أخيرة **" هيلاري كلينتون " تعاملت مع هذه الانتخابات بفن وعلم أعجب الكثير من أبناء الشعب الأمريكي رغم خسارتها في النهاية، فهل نتعلم نحن العرب من هذه الدروس وبخاصة في مجال الحملات الإعلامية المدروسة في مثل هذه المعارك الحاسمة ! .