15 سبتمبر 2025
تسجيلتمثل مرحلة اتخاذ القرار عند الكثير المرحلة الأكثر صعوبة، حيث يتزامن معها الكثير من الحيرة والخوف والقلق ولعل الخوف من الاختيار السيئ هو الفكرة السلبية التي تعوق الفرد عن الإقدام العقلاني نحو تحقيق أهدافه. وتتمحور إشكالية البعض في الاندفاع خلف عواطفهم عند البت في اختياراتهم الحياتية مما يجعلهم يعانون الندم وخيبة الأمل بعد فترة زمنية بسيطة.. إن حسن الاختيار لا يقتصر على العمل أو الحياة الزوجية فقط، بل يشمل جميع مجالات الحياة بما فيها الدراسة والأصدقاء وحتى الأماكن التي يرتادها الإنسان للترفيه أو العيش الدائم. وكما ذكرت مسبقا فإن سيادة العواطف، وتجاهل العقلانية عند الإقدام على أي مجال في الحياة يجعل سلوك الفرد يتصف بالهشاشة والتردي والتخبط ويفقده الموضوعية والدقة عند اختياراته الوقتية أو المصيرية.. إن الاختيار أولا وأخيرا هو قرار فردي يخططه الفرد وينفذه ويتحمل تبعاته جملة وتفصيلا، لذلك كان من المهم أن يعي الفرد منطقية قراره واختياره والذي يأتي من التوازن الفعلي بين العقل والعاطفة، والذي يتحقق من الإدراك الشامل لأسباب هذا الاختيار ومدى مناسبته للفرد من حيث القدرة والميول والقبول. إن الإلمام بالسلبيات والإيجابيات قبل أي اختيار يشكل عاملا مهما لضبط اتخاذ القرار قبل تنفيذه كما أن تقدير العواقب وتحديد المكاسب يجعل الاختيار أكثر مناسبة لحياة الفرد ولراحته النفسية. إن إزاحة بعض الاختيارات من حياة الفرد عند اكتشاف عدم مناسبتها أو إزعاجها المؤلم للفرد تعد نوعا من الحكمة في حال عدم التمادي في تكرار الاختيار السيئ.. كما أن البقاء تحت سيطرة اختيار سيئ خوفا من التغيير أو خوفا من النقد يعد جهلا وضعفا في بصيرة الفرد وفي نظرته لنفسه وللآخرين وللحياة عموما. إن الفرد الذي يتمتع بذكاء وجداني يستطيع أن ينتقي لحياته ما يساعده على الارتقاء والوصول لتحقيق أهدافه سواء الأهداف الشخصية أو الأهداف التي قد تُوثر على من حوله. ذلك لأن القدرة على تنظيم الانفعالات وترتيبها وتحسينها وإقصاء السلبي منها تعالج اندفاعات الفرد التي تقوده للاختيارات السيئة.