17 نوفمبر 2025

تسجيل

التوافق الزوجي

13 نوفمبر 2014

نجد و للأسف بأن مفهوم الزواج عند بعض الناس ينحصر بالعلاقة الجنسية، وكأنها كل ما يريده من الزواج، دون أن يكلف نفسه في البحث عن التوافق الفكري والروحي، وفي نفس الوقت هناك من يبحث عن التوافق بشكل مبالغ فيه، وقد يجده فعلا ولكنه لا يعتبر نفسه بأنه حقق ذلك التوافق لأنه لفرط ما بحث عنه وضخمه لا يقتنع بأنه حققه فعلا.التوافق حقيقة يأتي في مراحل مبكرة، منذ اختيار الزوجة أو الزوج ولكنني هنا سأتحدث وكأنك قد اخترت خطبت وأحببت وانتهت المسألة.وأنا أقترح بأن يكون هناك مجلس للأم والأب يترأسه الأكثر نضجا وحكمة، حتى يلجأ إليه الأبناء بعد الزواج، فهناك الزوج أو الزوجة غير الناضجة، وفي هذه الحالة يجب أن يتدخل مجلس الأسرة، الأكثر حكمة، لحل ذلك الخلاف وتدريبهم ومعاونتهم على بناء العلاقة الزوجية.و أنوه إلى أن هناك أزواجا ناضجين تكون علاقتهم طاردة للتدخل من الخارج، بينما هناك علاقة غير ناضجة، جاذبة للتدخل، وهي أكثر ما يفتح الباب للمشاكل.وحتى نرفع التوافق الزوجي علينا أولا أن ندرك بأنه من الواجب أن ينظر كل من الزوجين في عيوبه الشخصية لا في عيوب الطرف الآخر، وحتى لو وجدت لدى الآخر عيوبا لا يمكن التغاضي عنها، يجب أني أحتسب عند الله، وهذا من الجوانب الروحية التي تنمي العلاقة وترفع التوافق بين الزوجين.من أسباب التوافق أيضا رفع روح المبادرة في التغير والعطاء بين الطرفين، وأن أكون صاحب موقف في لحظات الضعف والمرض وهي لحظات من الصعب جدا أن ينساها الطرف الآخر، فيجب أن أجعل الصفات الإيجابية، تزاحم صفاتي السلبية، مثلا قد يكون الزوج عصبيا ولكنه حنون فأزاحم العصبية بهذا الحنان وأجعلها تغلب عليه، وأتذكر حنانه في ساعات غضبه مما يخفف من وطأة ذلك الغضب علي.أحيانا تجد بعض الناس غير مميزين، ولكن علاقتهم مميزة جدا لأنها قائمة علي عدم ترصد الأخطاء وروح المبادرة والعطاء، بل وقد يكون في العلاقة شيئا يزعجنا ولكن بالنسبة لهم فهو أمر مشترك ساهم في تميز هذه العلاقة.مما يدعم التوافق الزواجي، الانتقال إلى النقاط المشتركة التي تجبرهم على التوافق، ومناقشتها وتضخيمها، مثل مناقشة تربية الأولاد والحرص على مصلحتهم، فهي لابد صفة مشتركة بين أي زوجين.من النقاط الجدير ذكرها أيضا أن نركز على ألا يتم الحوار إلا في لحظة الصفاء لا في لحظة الغضب، حيث نحاول في لحظات الغضب الابتعاد عن المناقشة والعتاب والتلاوم، وانتظار اللحظة الأكثر صفاء حتى لا يفقد أي من الطرفين شيئا من قيمته كما يحدث في لحظات الغضب.لا بد أن أفهم شخصية من أمامي دائما، ليس فقط على الصعيد الزواجي فهي من أهم مقومات التعامل مع الآخرين، فأتعامل مع بنية زوجي أو زوجتي حسب سماته الشخصية، ولا أقارن زوجتي أو زوجي بغيره من الأزواج لأن ما يناسب زوجي لا يناسب زوج آخر والعكس صحيح كذلك، فنحن مثل الخياطين نفصل على حسب الشخصية ولا نقيس على الاخرين بأي حال من الأحوال.ويجب ألا أكون مثل الإسفنج، أمتص ما حولي ثم آتي أبثه في حياتي الزوجية، فالأزواج غير الناضجين ندربهم على الحب حتى نرفع التوافق الزواجي بينهم، أما الناضجون نركز على المهارات الدقيقة في حياتهم حتى تصبح علاقتهم أكثر تميزا.