17 سبتمبر 2025

تسجيل

حمد بن جاسم.. خبير لا يجيد المجاملة

13 نوفمبر 2011

تناقلت الأوساط الإعلامية العالمية مضمون الحوار المطول لرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع صحيفة " الأخبار " المصرية والذي تضمن تشخيصاً دقيقاً لأوضاع المنطقة العربية التي لا تزال تعيش ربيعاً أنجب جملة من التغييرات في بعض أنظمة المنطقة وحراك شعوبها وطموحهم في البحث عن الحرية والانعتاق من تبعية بعض الأنظمة ونمطيتها الكابتة طويلاً على نفوسهم والتي تعتمد بناء علاقات غريبة ومضللة بين الأنظمة والشعوب تتصدرها الاستخبارات وسرقت المقدرات والإعلام الموجه. كان حديث رئيس الوزراء ذاته نتاج التغيير وفعل الربيع المشار إليه إذ لم يكن الحديث ممكناً بهذا المستوى من الصراحة مع صحيفة مصرية في فترة ما قبل ثورة مصر على نظامها والذي كان له مواقف وآراء متحفظة جداً تجاه مثل هذا المستوى من الصراحة والمكاشفة والتي كان يصدح بها الشيخ "حمد بن جاسم" دائماً تجاه كل المواقف والأحداث في منطقتنا العربية بل كان معاليه دائماً يسند أقواله التي يتحفظ عليها البعض ويشنون حملات مكثفة لتفنيدها بقوله ضمناً إن الوقت سيكشف مصداقية ما نقول وسترجح آراؤنا وسياستنا لاحقا إذ لا سبيل سوى الصراحة والمكاشفة لمواجهة المواقف والعمل على معالجتها. إذاً نجح الشيخ حمد من موقعه كوزير مخضرم للخارجية في دولة قطر في كسب رهان غالب المواقف والآراء التي طرحها منذ سنوات والتي جلبت له شخصياً ولبلاده في المقابل سيلاً من النقد والحنق لاسيَّما حين تصنف قناة الجزيرة بمداها وطبيعة نشاطها كذراع أعلامي نشط وفريد في المنطقة يساند التوجهات القطرية ويوسع المدى حول الرأي القطري. بيد أن الرجل لم يكن من موقعه سوى متابع ومشخص يحبذ الشفافية سلوكاً ومنهجاً في مجمل ممارساته وأحاديثه التي تشخص حال المنطقة وتفاعلاتها. بل قد يقال إن حمد بن جاسم وعبر إطلالاته الإعلامية قد قلب مفهوم الممارسة الدبلوماسية ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم حين يتحدث إلى العامة بلغة مبسطة. فمعاليه لا يكتفي بنمطية البيانات الصحفية عقب كل حدث أو لقاء بل يضع اعتباراً واحتراماً مكثفاً لفكر المتلقي فيخوض في تفاصيل يحسبها غيره خروجاً عن مفهوم الدبلوماسية العريق والمغلف بجملة عبارات ومفردات متكررة حتى في مختلف لغات العالم.أعود إلى حوار صحيفة الأخبار المصرية مع الشيخ حمد والذي نشر يوم الخميس الماضي والذي أكد فيه بأن دول الخليج العربية غير محصنة تماماً ضد الربيع العربي باعتبار أن التغيير والإصلاح ضرورة حتمية لاستمرار مسيرة العمل هنا مشيراً إلى نوع من المرونة في العلاقات بين الحكام والشعوب في دول الخليج ومدللاً معاليه ببعض المصاهرات بين الحكام وأسر الدول وقبائلها هنا. كما يقر معاليه ببعض التجاوزات والأخطاء في منهج العمل المحلي والذي تسعى القيادات الخليجية إلى إصلاحه أولاً بأول إضافة إلى التدرج في الإصلاح والأخذ به كمشروع تنمية شامل في دولنا التي تتمتع باقتصاديات ومستويات دخول جيدة. فحين يكون الشيخ حمد متحدثاً بهذا المستوى فمعاليه يقر بوجود أخطاء ويدفع بالقول نحو ضرورة العمل نحو الإصلاح في دولنا بمشاركة شعبية عامة ولعل ذلك يدلل مضي دولة قطر نحو الإعلان عن أجراء انتخابات عامة لاختيار أعضاء مجلس الشورى في قطر والذي يتحدث عنه القطريون الآن في مجالسهم ومنتدياتهم بفرحة باعتبار الخطوة مكملا ضروريا لمسيرة البناء الإصلاحية التي يقودها سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والتي نقلت البلاد إلى مقدمة الركب التنموي والحضور المؤثر في سلسلة القضايا الإقليمية فقد قاد سموه تغييراً جذرياً ومبكراً جعل الربيع في النموذج القطري دائماً وذاتياً وبصناعة القيادة والشعب معاً وليكون مفصلاً على البلاد تستغل فيه مقدراتها وإمكاناتها الواسعة لخيرية الوطن وشعبه ولعموم الأمة والإنسانية. عموماً يظل معالي رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر محط الأنظار الإعلامية وتأخذ تصريحاته حيزاً مهماً في المتابعة والتمحيص من قبل كل الأوساط فأحاديث معاليه تحمل الصراحة دائماً وتشخص الأوضاع بفكر خبير لا يجيد المجاملة[email protected]