12 سبتمبر 2025
تسجيليمثل إطلاق قناة "الجزيرة بلقان" في العاصمة البوسنية سراييفو، يوم الجمعة الماضي وثبة جامحة في الفضاء العالمي المكتظ بالقنوات الإخبارية، وومضة باهرة الضياء في سماء إحدى عشرة دولة في شبه جزيرة البلقان التي عانت الأهوال من الصراعات والنزاعات والانقسام والتقسيم. شبكة الجزيرة الإعلامية التي احتفلت مؤخراً بمضي خمسة عشر عاماً على إنشائها، تضيف الآن إلى رصيدها وليداً جديداً يتربى في حجرها، ويتغذى من لبنها، ويترعرع في كنفها، ويشتد ساعده بميثاق الشرف المهني الذي رسمته القناة ليكون هادياً لها في مسيرتها الإعلامية، ويشكل ممارساتها بالتغطية الحرة والنزيهة والدقيقة والموضوعية، بمراعاة تامة لقيم ممارسة المهنة بشرف وأخلاق ونزاهة وتوازن، ووفقاً لشعارها البراق: "الرأي والرأي الآخر". وتغطي القناة الوليدة كامل منطقة البلقان من أربعة استديوهات في كل من العاصمة البوسنية سراييفو، والعاصمة الصربية بلجراد، والعاصمة المقدونية سكوبي، والعاصمة الكرواتية زغرب، واستقطبت القناة عدداً من المهنيين والمذيعين والمراسلين الذين يجيدون اللغة المحلية التي تبث بها القناة، بالإضافة إلى تقارير المراسلين من الجزيرة باللغة العربية، والجزيرة باللغة الانجليزية والتي تترجم ليتم بثها بلغة البلقان في القناة الجديدة. وتلتمع في الأفق عدة عوامل لنجاح قناة الجزيرة بلقان أهمها: - البث باللغة المحلية على مدار الأربع والعشرين ساعة. - مصداقية الإرث المهني للجزيرة. - عدم وجود قنوات منافسة، وبنفس المستوى. - الإمكانات المادية والبشرية والتقنية التي خصصتها الجزيرة للقناة الجديدة. - التنوع في العاملين في القناة والذين ينتمون إلى عدة جنسيات في منطقة البلقان. وعلى شبكة الجزيرة أن تتحسب لكوابح ومعوقات الانطلاق والأداء المهني الرفيع، ومثلما تخطت شبكة الجزيرة هذه الإشكالات في المنطقة العربية، فعليها أيضا أن تضع نصب أعينها عمليات التشويش على البث، واعتقال الصحفيين العاملين فيها، وإغلاق المكاتب عنوة وبلا أسباب مقنعة وغيرها من العراقيل التي يضعها أعداء الحرية. قناة الجزيرة البلقان تستطيع أن تحذو حذو أمها الرؤوم التي استطاعت أن تحقق جملة من الإنجازات من بينها: - إرساء ثقافة الحرية وقيم الإعلام الهادف. - تعزيز وتوسيع آفاق المواطنين في الوطن العربي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. - ترسيب البعد المهني للتغطية الإعلامية المتوازنة، والحوارات الهادفة. - إعلاء رايات وبيارق الإصلاح، وإزاحة الظلم، والفساد، والطغيان، والاستبداد، واستعباد العباد خلال الربيع العربي العارم. - إحراز قصب السبق الصحفي، والتغطية الشاملة التي لم تقترب منها القنوات الفضائية العربية، ولم تستطع القنوات الفضائية الدولية الموجهة أن تساير مدها الجارف وتغطيتها الرصينة. وتأسيساً على منطلقات المشهد الإعلامي الدولي، فإن رهانات ارتقاء الجزيرة بلقان إلى سُلم المجد الإعلامي لن تكون سهلة، مما يتطلب من إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية أن تهيئ لها كل السبل، وتتيح وتوفر لها كل الامكانات والمتطلبات المادية والبشرية التي تجعل منها وليداً شرعياً ولاعباً ماهراً للشبكة التي لا تحد من طموحاتها الحدود الجغرافية، أن تنشيء وتؤسس قنوات ناطقة بلغات أخرى، سعياً لتحقيق التوازن المنشود في تدفق الإعلام الدولي المعولم، ووضع بصمة دولة قطر الصغيرة على خريطة العالم الآخذة في الاتساع الجيوسياسي المسيَّس.