12 أكتوبر 2025

تسجيل

الثقافة القطرية ودورها في التنمية

13 أكتوبر 2019

قطر الملاذ الآمن لأعمال المستثمرين المحليين والأجانب لقد تبوأت الثقافة القطرية الدور المركزي في تحقيق مستوى الانسيابية، وتتالي المكاسب والإنجازات، فالتربة التي أنبتت الموضوعية والمنطق الذي قاد دفة قرارات صانع القرار القطري ثمرة منظومة المفاهيم الأصيلة والإنسانية التي تحلى بها جميع من يقطن على ظهر البسيطة في قطر، الهدوء والواقعية والانضباط التي أثارت إعجاب البعيد قبل القريب هي جزء من الهوية الاجتماعية التي صقلتها التجارب والتآلف بين وحدات المجتمع والمواطنين والمقيمين، التزام قطر وثباتها على مبادئها وثوابت الأمتين العربية والإسلامية مع الانفتاح على الآخر والاحتفاء بالثقافة العالمية واستضافة النشاطات والبطولات والمناسبات والمؤتمرات أكدت نهج قطر وثقافتها والتزامها بالبرامج الإنسانية من الأمم المتحدة إلى المنظمات الدولية جعلها الخيار الأول لمعظم شعوب العالم، فمستوى الثقة والإيمان أن قطر ستقدم العمل لمصلحة الجميع على أي مصالح أخرى ولن تعمل من خلال أجندة خاصة لمنافعها الذاتية جعل منها مرجعية ومنارة لشعوب العالم تستدل من خلال أفعالها على الحقيقة وجانب الصواب، لذلك رأينا الدول تفتح أبوابها لقطر في ذات الوقت الذي تغلقه وتصد فيه دولاً أخرى غنية وذات نفوذ، وأصبحت قطر تعزز من شراكاتها وتحالفاتها في جميع قارات العالم، وهذا سيعزز مكانة قطر أكثر وأكثر ويفتح أبواب الفرص أمام مؤسسات قطر وشركاتها، وقد رأينا إقبال الشركات والمؤسسات العالمية وسعيها من اجل إشراك قطر في مشاريعها ومؤسساتها، هذا الإقبال المتواصل والمتواتر من قبل الجميع هو نتيجة الصورة التي نتجت عن الثقافة القطرية الأصيلة والإنسانية التي عملت دون كلل أو ملل من اجل خدمة الإنسانية جمعاء وقدمت الكثير من أجل الأمن والسلم الدوليين فمن لبنان إلى السودان إلى غزة عندما تراجعت الدول الكبرى عن الوفاء بالتزاماتها حملت قطر العبء في الوقت الذي كانت تواجه فيه لوم القريب والبعيد، ولكن قطر ظلت ثابتة على المبادئ والتزامها بالمعايير الدولية الإنسانية حتى في الأوقات الصعبة ومواجهة عدم الرضا، أثبتت أن المعايير الإنسانية والالتزام بها ضرورة للبشرية وللأمن والسلم الدوليين، نتيجة لهذا رأينا كيف أصبح المستثمرون ينظرون لقطر على أنها هي الملاذ الآمن لأعمالهم ولعائلاتهم ولاستثماراتهم، فأقبلت المؤسسات على فتح مكاتبها والمؤسسات التي كانت متشككة أو مترددة تقبل وتبحث عن كيفية الدخول للسوق القطري، ورأينا كيف أخذت الكثير من المؤسسات في مواءمة سياساتها لتتماشى ورؤية قطر، الثقة العظيمة التي تنعم بها قطر والتي مكنتها من اكتساب الرأي العام العالمي والرأي العام العربي والإسلامي ودحض كل الافتراءات وكسب تعاطف المؤسسات العالمية في مختلف المجالات هي ثقافتها المعتدلة والمبنية على تاريخ طويل من اللحمة الوطنية والمجتمعية، وقد خدمت قطر في وقتها العصيب ووقت الرفاه، لابد من العناية والوعي بمدى أهمية هذه الثقافة في تمكين قطر من تحقيق غاياتها البعيدة بأقل الجهود وأفضل الطرق كفاءة وهي التي تملك الديمومة وتمهد لاستمرار التنمية وتقلل من الهدر، فقد رأينا دولا أخرى وفي الكثير من الأوقات دولا قريبة وكم من خسائر تكبدته و خرجت بخفي حنين من مشاريعها لأنها قدمت مصلحتها وضربت بمصالح الآخرين عرض الحائط وهي تدعي الحكمة والرأي الصواب، حيث إن الدول تبحث عن مصالحها ولكن ليس على مصلحة الآخرين وإلا تمت مقاطعتها وإخراجها وبأثمان باهظة والأمثلة كثيرة من العراق إلى أفغانستان إلى اليمن وغيرها، دروس التاريخ كثيرة من فيتنام إلى الجزائر وغيرهما، ولذلك فإن أسلوب وطريقة قطر في التعامل مع الآخر بكل احترام وإنسانية يبني لقطر رصيدا من الأفعال الحميدة والسمعة والصورة الذهنية التي تجعل من قدرة قطر على تحقيق مطالبها أمراً يسيراً.