11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مَثّل العقد الأخيرة بالنسبة للوسائط الإعلامية المختلفة انطلاقةً كبرى، إذ أنها بالقدر الذي صارت فيه باباً لتوعية المتلقي بكل ما يدور حوله، وإتاحة فضاء المعرفة ليس فقط بين عينيه، ولكن بين يديه، أصبحت بالمقابل ذات الوسائط باباً لإثارة الفتن، والقفز على كل ما هو ثابت.مِثل هذه الوسائط الإعلامية، وتحديداً الفضائية منها في عالمنا العربي لم تعد تعرف للثابت مفهوماً، أو لكل ما هو ومتجذر من قيم وعادات وتقاليد قيمة، بعدما راحت بعض الفضائيات تتحدث عن إشاعة الفساد الأخلاقي بدعوى الحرية. والواقع فإن الحرية منها براء.الغريب أن مسؤولي الفضائيات أنفسهم اعتبروا مثل هذا النخر في نسيج وقيم المجتمعات وثوابتها الأخلاقية شيئاً عادياً، وأنه من الحريات الإعلامية. ولا أدري قنوات مثل هذه لماذا لا يتم التعامل معها من قبل الأقمار الصناعية وفق ما نصت عليه عقود البث من الأساس.وأذكر في هذا السياق، أنني كنت شاهداً على انطلاق القمرين الصناعيين المصريين في جيلهما الأول من مدينة جيانا الفرنسية، وقتها صرح مسؤولو القمر"نايل سات" بأنه عندما تشعر إدارة القمر بمخالفة المحطات الفضائية لتقاليد المجتمعات، ونشرها للفاحشة والانحلال الأخلاقي، فإنه لن يكون هناك تردد في إنهاء تعاقدات مثل هذه القنوات، ومنع بثها على الفور.وبتطبيق ما سلف على ما هو واقع اليوم، لا نجد ثمة تعليق من الأقمار الناقلة على مثل هذه القنوات التي أصبحت تتباهى بنشرها للفساد الأخلاقي، وهدم كل ما هو ثابت من قيم ومُثل عليا، بل والقفز على كل ما هو راسخ في الوجدان الجمعي من تقاليد وعادات، ما يجعلنا أمام حالة جديدة من حالات الاستلاب الإعلامي، لا تأتينا من الخارج، ولكنها هذه المرة تأتي إلى مخادعنا، وتحديداً من قبل أبناء جلدتنا.لذلك، فإن مثل هذه الوسائط الإعلامية أصبحت من الخطورة بمكان، في ظل ما تسعى إليه من سلب لأهم موارد المجتمعات، وهي أخلاق أبنائها، ما يجعلها قنوات تسعى إلى الهدم، دون أن تعرف البناء، تنخر في أخلاق الأمة، لتعمل على استئصال نسيج تماسكها، ما ينذر بخطر جسيم، بما يمكن أن تحدثه مثل هذه القنوات في شبابنا مستقبلاً.