18 سبتمبر 2025
تسجيلالكبار والصغار، الرجال والنساء، الشباب والفتيات على مختلف أعمارهم، في السيارة وأثناء القيادة تراه يسير ببطىء لأن الأخ مشغول بجواله الله يسامحه، وعند الإشارة الضوئية وتفتح الإشارة الخضراء للانطلاق وهو منشغل بجواله أخّر نفسه وعطّل غيره. وفي الاجتماعات رئيس اللجنة مشغول بجواله إذا توقف عن الكلام والحديث وقد يكون أثناء الحديث وأعضاء اللجنة كذلك، المشاركين في البرامج التدريبية، والطبيب والصيدلي عينه على الوصفة ويده على جواله، والموظف، وإمام المسجد والمؤذن، وعامل النظافة بالمسجد، وعند الجلوس مع الوالدين، وأثناء الزيارات سواءً العائلية أو غيرها الأب والأم والابن، والابنة، والجد والجدة، والخال والخالة، والعم والعمة والقائمة تطول الكل مشغول بجواله، والخادمة مشغولة بجوالها، وفي المجلس الكل مشغول بجواله وقد يكون فيه كبار السن، وأثناء العزايم والعزاء، وخلال ممارسة رياضة المشي، وفي المطعم فإذا مجموعة مجتمعة على طاولة الأكل فيد على الأكل ويد مع الجوال، وفي أماكن التنزه والترفيه، وإنك تدخل محل الفواكه والخضروات والخضّار مشغول هو أيضاً بجواله وقد يتأخر عن الاستجابة لطلبك، والبعض منا يدخل جواله إلى دورة المياه ليكمل المشوار معه. وتأتي عند مكاتب الاستقبال في بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات لتستفسر عن بعض الأمور فإذا يده على جواله وعينه عليك فكيف يكون رده وتجاوبه معك؟ حتى قال البعض لا يحلو لي إلاّ عند فراش النوم والسهر مع الجوال. وفي المطار وأثناء الصعود إلى الطائرة وفي الطائرة وبعد النزول منها وهكذا الأمر قد لا ينتهي ... لا يظن أحد أننا نبالغ فيما ذكرناه ولكن هذا الذي نشاهده ونتلمسه ونسمعه ويراه الكثير منا بدون مبالغة أو مزايدة. أشار الرئيس الألماني السابق هورست كولر إلى " أن قضاء شباب اليوم ساعات عدة يوميا لتبادل الرسائل النصية والدردشة باستخدام الهاتف المحمول بدلا من الاتصال وجها لوجه أمر محزن". فإذا كان هذا الأمر محزنا فما بالك بغيره مما يحصل الآن . ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ اللهم لا تجعلنا من هذا الصنف.هل أصبح الصمت سيد الموقف في كل مكان، وسقفها عالٍ في المجتمع بين أفراده؟ الإجابة عندكم أيها الكرام... " ومضة "الجوال نعمة من الله سبحانه وأي نعمة، فلنحسن استخدامه والتعامل معه، فالاعتدال مطلوب في كل شيء، فالذين من حولك لهم مشاعر وأحاسيس وطلبات ومصالح.