16 سبتمبر 2025
تسجيلانهزمت أمريكا ولأول مرة بصورة قاطعة وحاكمة في مجلس الأمن الدولي أمام الفيتو القوي الذي رفعته الصين وروسيا في وجهها ضد مشروع قرار لإدانة سوريا، وبصرف النظر عن مشروع القرار هذا الذي سقط صريعاً بالفيتو الصيني الروسي فإن ذلك يؤكد جملة من الحقائق المهمة التي ينبغي علينا فهمها والوقوف عندها، فالفيتو كان ملكا حراً للولايات المتحدة في وجه كل أمر يتصل بالعرب والمسلمين حتى كاد الكل يتيقن بأنه لا أمل في تحريك هذا التنين الصيني الضخم الذي يملك ذات الحق ولكنه لم يكن يستخدمه لاعتبارات ومصالح لم تعد متوفرة لدى الطرف الأمريكي بل إن أمريكا ذات الاقتصاد المتصدع الهش هي التي لديها مصالح لدى الاقتصاد الأكبر والأقوى اليوم في بورصة المال.. واستخدام الفيتو لكل من روسيا والصين ضد الصلف الأمريكي والعنجهية الصهيونية مؤشر كبير نحو مراجعة شاملة لأمريكا لجميع توجهاتها وسياساتها الخارجية ودبلوماسيتها واستخباراتها التي بنتها على المال وشراء الذمم وتهديد الآخرين، والفيتو الصيني والروسي الذي انطلق مجلجلاً للاعتراض على مشروع القرار الأمريكي أكد مدى ضعف الدول الغربية وتبعيتها للسياسات الصهيونية التي تعود بدورها للسياسة الأمريكية.. وقد حان الوقت لإدخال تعديلات على المنظمة الدولية وخلق توازن في هذا الجهاز الأممي المهم ولابد أن نشعر وأمورنا الأمنية والحياتية تناقش على أروقتها أننا في مأمن من شرور الصهيونية وعبدة المال والمستعمرين للشعوب الحرة. أمريكا تواجه اليوم بجانب الانهيار الاقتصادي تداعيات ذلك الانهيار ممثلة في الاحتجاجات التي تجتاح المدن الأمريكية يطالبون باحتلال (وول ستريت) لأنه تسبب في ما هم فيه من فقر وضنك حين ترتكز الأموال في أيد قليلة والأغلبية تعاني من تداعيات ذلك الانهيار الاقتصادي وممارسات الرهن العقاري والمضاربات والفساد، وتمتد الاحتجاجات إلى المدن الأخرى فترفع الجماهير المحتجة شعار فلنحتل (دي سي) أي العاصمة الأمريكية التي بددت ثروات الشعوب والدول، وهكذا يرتد القوس على مطلقه وتحاصر أمريكا التي ظلت تعاقب الشعوب وتحاصرها اقتصادياً وسياسياً، وتقتل الأبرياء بأسلحتها المختلفة، فنقول لها ذوقي طعم الفيتو، وذوقي طعم الهزيمة في عقر دارك وذوقي طعم الاحتجاجات والثورات الشعبية من داخل أمريكا، لتتعلمي أو تتألمي.... أنا لست ضد الشعب الأمريكي المنهوبة موارده في حروب لا طائل وراءها سوى التخدير بمحاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي الأمريكي وضمان مستقبل أمريكا لمئات السنين القادمة.. ولست ضد أمريكا كدولة عظمى ذات إمكانات هائلة.. ولكني ضد سياسات الهيمنة والبلطجة والادعاءات الكاذبة.. وضد سياساتها الإرهابية القائمة على اضطهاد الشعوب العربية والإٍسلامية واستباحة الدماء الذكية في غزة، فلسطين وأفغانستان والعراق.. والسودان.. وأنا مع الربيع الأمريكي الذي ظهرت علاماته في نيويورك وواشنطن والعديد من المدن الأمريكية وكما ظهر في بيرمنجهام ولندن، وباريس.. ولننتظر كيف ستقمع القوات الأمريكية ثورات الجياع والفقراء.. وهي بلاد الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة في بلد يعج بالثقافات المختلفة.