20 سبتمبر 2025

تسجيل

أهلاً بعودة الحرب الباردة!!

13 أكتوبر 2011

شعوب العالم بأسره تكره وتشجب وترفض الحروب مهما كان نوعها، باردة كانت أو حارة مجمدة أو ملتهبة لأن هذه الشعوب تنشد حياة كريمة سالمة هانئة والشعب العربي من بين هذه الشعوب العالمية الذي يتمنى أن يرى العالم واحة للسلام والأمن والرخاء والتطور والازدهار. لكن الأنظمة العالمية لا تترك لهذه الشعوب هذه الفرصة لتعيش بأمان واستقرار، خاصة الأنظمة الغربية والإدارات الأمريكية المتعاقبة والعدو الصهيوني الذي لا يمكن أن يعيش إلا على استمرار الحروب. فأثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي سابقاً والغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية حاول هذا الشعب الوقوف على الحياد ما بين هذين المعسكرين إدراكاً منه بأن مصالح الأمة العربية تتضارب وتتعارض مع مصالح هذين المعسكرين وهذا الموقف العربي جسده قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر عندما تزعم كتلة عدم الانحياز مع بقية زعماء العالم الثالث الحر ومنهم الزعيم نهرو والزعيم تيتو ورغم ذلك لم يسلم هذا العالم الثالث من محاولات تدخل المعسكرين في شؤون ومصالح وقضايا تلك الدول وحاولا بكل الوسائل التأثير والضغط على بعض دول عدم الانحياز، خاصة ما كان يتعلق بالصراع العربي-الصهيوني فكان المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يرى بالعدو الصهيوني الحليف الاستراتيجي في الحفاظ على وجود مصالحه في الوطن العربي وكان يساند ويدعم بعض الأنظمة الرسمية العربية بحجة محاربة المد الشيوعي القادم من المعسكر الاشتراكي وبنفس الوقت حاول المعسكر الاشتراكي أو الشيوعي إيجاد موطئ قدم له في الوطن العربي لكن هذا الموطئ لم يكن بقياس قدمه التي كان يريد ويتمنى لأنه كان يبحث عن قيام أنظمة رسمية عربية شيوعية فكنا نحن العرب نعيش بين هذين المعسكرين المتنافسين على تقاسم النفوذ على الرغم من أن الاتحاد السوفييتي كان بالنسبة للعرب أقل خطراً من المعسكر الغربي لكنه لم يصل إلى دعم ومساندة العرب في الخلاص من العدو الصهيوني وكان وقتها يستطيع ذلك لكنه استطاع في مراحل متعددة كبح جماح هذا العدو ومعه الغرب في استمرار احتلال الأرض العربية واستطاع العرب بفضل من الله ثم خطة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر تحرير سيناء عندما أعاد هذا القائد بناء القوات المسلحة المصرية وبالسلاح الروسي وجاءت حرب أكتوبر المجيدة التي استطاع الجيش العربي المصري تحرير سيناء عسكرياً. هذه المساندة الروسية لابد أن نسجلها للمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق ولكن هذا لا يعني اننا كشعب عربي نقف إلى جانب المعسكر الشرقي ونعادي المعسكر الغربي آنذاك ولكن كنا نبحث عن من يدفع عنا خطر العدو الصهيوني وحلفائه الغرب، فنحن أمة عربية نحمل روح القومية العربية وأهدافها وهذه الأهداف القومية تتعارض وتتضارب مع مصالح هذين المعسكرين. وعندما انهار وتفكك المعسكر الشرقي وغاب الاتحاد السوفييتي لم نحزن ولم نشعر اننا فقدنا حليفاً بل أن أغلب الشعب العربي كان يتمنى أن تنتهي الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفييتي لينعم العالم بالراحة والأمان والاستقرار لكن حصيلة انتهاء هذه الحرب الباردة كانت حربا حارة وساخنة على الأمة العربية فتفرد بها المعسكر الغربي وازدادت شراسته وازداد دعمه ومساندته للعدو الصهيوني وبدأ هذا العدو بشن حروبه العدوانية الإرهابية فاجتاح لبنان ووصل إلى بيروت واحتل الجنوب اللبناني وتدفقت المساعدات العسكرية والمالية الغربية الأمريكية لمساعدة هذا العدو في استمرار احتلاله للأرض العربية وعدوانه وإرهابه والنظام الرسمي العربي لم يحرك ساكناً لأن أغلب هذا النظام إنحاز إلى الغرب بعد غياب المعسكر الشرقي وأصبحت حركة عدم الانحياز بلا انحياز وانحازت أغلب دول هذه الكتلة للمعسكر الغربي. وأصبح الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية القطب الأوحد في هذا العالم ولأنه شعر بذلك بدأ يرسم الخطط التي تحقق مصالحه ومصالح العدو الصهيوني ولعل مخطط الشرق الأوسط الكبير كان من أهم أحلامه وتطلعاته ببسط سيطرته ونفوذه على الوطن العربي وبدأ بغزو واحتلال العراق أملاً في توسيع هذا الاحتلال ليشمل بقية الدول العربية الأخرى التي تقول له لا ولا لسياساته وأطماعه ومصالحه على حساب مصالح الأمة العربية. الآن لا أخفي عليكم سراً لو قلت إنني سعيد جداً لاستخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد قرار العقوبات على سوريا ليس دفاعاً عن النظام السوري وإنما لبروز قوة تقول للقطب الأمريكي الغربي الصهيوني قف هنا فنحن قوة عالمية أخرى يجب أن تحسبوا لنا حساباً ولن نسمح بعد اليوم بسيطرتكم على مقادير العالم ولن نسمح لكم بعد اليوم برسم خريطة العالم كما تشاؤون حسب مصالحكم فقط، فنحن لنا مصالح أيضاً.. فإذا كانت هذه الرسالة من الفيتو الروسي-الصيني، فهي مقدمة لعودة الحرب الباردة من جديد.. فأهلاً بعودة الحرب الباردة.