14 سبتمبر 2025

تسجيل

مشاعر (الكترونية)

13 أكتوبر 2007

بداية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وإلى سمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، وإلى الشعب القطري وإلى الأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على قيادتنا الحكيمة وبلدنا وأمتنا باليمن والبركات، داعيا الله ان يحفظ وطننا من أي سوء، وأن يديم الأمن والأمان والاستقرار علينا في ظل قيادة سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين.نحتفل اليوم جميعنا بمناسبة لها مكانتها دينيا واجتماعيا وإنسانيا بالنسبة لنا، ونعتبرها فرصة لفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الأخروية قبل الدنيوية، كما انها فرصة لربط الأواصر والتواصل فيما بيننا، على الرغم من تدني هذا التواصل في علاقاتنا، سواء مع الأهل أو الأقارب أو الجيران أو الاصدقاء. . . ، ويفترض ان مناسبة عيد الفطر المبارك تكون فرصة لإعادة الروح لهذا التواصل شبه المفقود طوال العام، الا انه حتى هذه المناسبة لم نعد نستثمرها من اجل ترسيخ التلاقي والتحاور والتواصل فيما بيننا، فقد استبدلنا هذا التلاقي الجسدي الحميمي، والزيارات المتبادلة، وتقديم التهاني عن قرب، ووجها لوجه،. . . ، استبدلنا ذلك أو اكتفينا بمعنى اصح بالرسائل الالكترونية ’’المسجات’’ عبر الهاتف النقال، وهي عادة اعتقد انها سلبية اكثر من مردودها الايجابي، حتى الاتصال الهاتفي وضعناه جانبا، وتم الاستعانة ب ’’المسجات’’، ولو قدمت لنا كيوتل تقريرا عن عدد الرسائل ’’المسجات’’ التي ارسلها المشتركون قبل يوم أو يومين من العيد إلى ما بعد العيد بيوم أو يومين، لتضمن هذا التقرير ملايين الرسائل في يومين أو ثلاثة.للأسف الشديد بتنا اليوم نستبدل مشاعرنا واحاسيسنا التي طالما تحدثنا عنها، ولطالما جسدت علاقاتنا الاخوية، بمشاعر وأحاسيس ’’الكترونية’’، والخوف أن يأتي يوم حتى هذه المشاعر ’’الالكترونية’’ تنقرض من حياتنا.الآن اسهل شيء بالنسبة لنا جميعا هو تحديد جميع الاسماء الموجودة في هواتفنا ثم ارسال رسالة واحدة تتضمن تهنئة إلى جميع هذه الاسماء المحفوظة في هاتفنا.لقد سيطرت الحياة المادية على حياتنا وتفكيرنا، ولم نعد نُلقي بالا لعلاقاتنا الاجتماعية والانسانية، في وقت نحن في أمس الحاجة إلى تدعيم الأواصر فيما بيننا، وتعميق التواصل الاخوي بصورة اكبر، وفي مختلف المناسبات، فالغالبية منا لا يرى أقاربه أو أصدقاءه، بل ربما أخاه الا في مناسبتين في احسن الحالات، وهما افراح أو أحزان، ويا ريت نفي حتى بهاتين المناسبتين، فقد افرغنا حتى هاتين المناسبتين من مضمونهما.لو سألت العديد منا ما اسم جارك لقال لا أدري، ولا اعرف عنه شيئا، ولم التقه منذ أشهر اللهم خلال الدخول أو الخروج من المنزل ومن خلال السيارة، اما تبادل الزيارات أو التواصل أو السؤال عنه أو تفقد أحواله. . . فهذا غائب تماما.نريد ان نستثمر هذه المناسبات في ترسيخ مبدأ التواصل، ليتعود اطفالنا على ذلك، فلا نريد توسيع الهوة بين أجيالنا في علاقاتهم مع اهلهم وأقاربهم وجيرانهم.بالمناسبة لو حسبنا تكلفة الرسائل الالكترونية ’’المسجات’’ التي ارسلناها إلى الأهل والاصدقاء لكانت اكثر بكثير ماديا من قيمة بترول السيارة الذي سنخسره خلال زياراتنا إلى أهلنا وأقاربنا! ! .شهر رمضان كان فرصة. . واليوم العيد يمثل فرصة أخرى أمامنا لتصحيح علاقاتنا، فهل نستثمر ذلك، اما تذهب هذه الفرص كما ذهبت المئات غيرها دون استثمار بشكل صحيح؟! .