فأكثر من خبايا الخير

هل لك من خبايا الخير في مساحات الحياة؟! فإنها زاد وادخار، فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من استطاع منكم أن يكون له خبءٌ من عمل صالحٍ فليفعل)). (والخَبْءُ: أَيْ: شيءٌ مَخْبُوء، أي: مُدَّخَر)، ويأتي بها العبد الموفق لا يطلب سمعة ولا شهرة، ولا يتعلق بمدح ولا إطراء، ولا ينتظر عبارات الثناء. قال الإمام بشر الحافي رحمه الله "لا تعمل لتُذكَر، اكتُم الحسنة كما تكتم السيئة"، فإن جاءت فهي بشرى وخير لك وراحة، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال ((تلك عاجل بشرى المؤمن)). اجعل مبتغاك في كل خير تأتيه وجه الله سبحانه وتعالى. واجعل بينك وبين ربك جلّ جلاله الذي وفقك لخبايا الخير "مشاريع ومساحات من الخير خفية لا يتداولها الناس، ولا ترصدها منصات التواصل الاجتماعي، ولا تخافت بها أحداً، ولا تحدّث بها من له صلة معك، ولا تفتح لها النوافذ لتُرى، ولا تشرع لها الأبواب لتخرج-بتصرف-". تلك هي خبايا الخير. وصدق القائل: فإنْ لم يكن للهِ فعلك خالصًا فكلّ بنـاءٍ قد بنيْتَ خـرابُ وتأمل واقعة صاحب النقب كم فيها من الآثار والمعاني وسمو الأعمال!. وأَعد النظر في أحداثها ومواقفها، "حاصَر القائد مسلمة بن عبدالملك رحمه الله حصنًا، فنَدَب الناس إلى نَقْب منه، فما دخله أحد، فجاء رجل من عُرْض الجيش، فدخله، ففتحه الله عليهم، فنادى مسلمة: أين صاحب النَّقْب؟ فما جاءه أحد، فنادى: إني قد أمرت الآذِن بإدخاله ساعة يأتي، فعَزَمْتُ عليه إلا جاء، فجاء رجل، فقال: اسْتَأذِن لي على الأَمير، فقال له: أنت صاحب النَّقْب؟ قال: أنا أُخْبِرُكم عنه، فأتي مسلمة، فأَخْبَره عنه، فأَذِن له، فقال له: إن صاحب النَّقْب يأخذ عليكم ثلاثًا: ألا تُسَوِّدُوا اسْمَه في صَحيفة إلى الخليفة، ولا تأمروا له بشيء، ولا تسألوه ممن هو، قال: فذاك له، قال: أنا هو، فكان مسلمة لا يُصلِّى صلاة بعدُ إلا قال: اللهم اجْعَلنِي مع صاحب النَّقْب". فهل ندرك ونفقه الدروس الحية من صاحب النقب والقائد مسلمة بن عبدالملك رحمهما الله وكيف تكون خبايا الخير؟!. فلنكثر من خبايا الخير فهي الحبل المتين!. "ومضة" فرحمك الله يا صاحب النقب علّمت من بعدك كيف يكون إنكار الذات؟ وكيف يكون التجرد؟! [email protected]