26 أكتوبر 2025

تسجيل

اغلب همك واستفد منه! 

13 سبتمبر 2018

أعجبتني قصة رمزية بطلها "الحصان" تحكي عن وقوع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحصان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر.  في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة، وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى!. وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض، حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى، وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض، حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام.  فالحصان هنا يرمز للإنسان المهموم صاحب المشاكل فحين تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، تعلم أن تستفيد منها وتتأقلم معها فهي بمثابة حجر عثرة لبداية جديدة أو لتطبيق حل سليم لما تعانى منه ولربما لا تقضي على المشكلة تماما، ولكن تخفف من ثقلها عليك، وبالتالي ترفعك خطوة للأعلى تماماً كالحصان وتخرج منها بالنهاية.  ويلخص لنا القصة مجموعة قواعد للتكيف مع الهموم والعيش بحالة سلام داخلي، وهي تنقية القلب من الكراهية، وتصفية العقل من القلق، العيش ببساطة، العطاء بدون مقابل، والتوقع بأخذ القليل مقابل العطاء الكبير. خاطرة ،،، لايوجد أحد خالٍ من مشاكل أو هموم أو حتى ضغوط، ولكن علينا أن نتعايش معها ونستفيد منها ولرب ضارة نافعة!. [email protected]