26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اشتدت المنافسة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب مع الاقتراب من الموعد الحاسم في الثامن من نوفمبر القادم، ولا تزال الاستطلاعات متذبذبة، فقد أظهر استطلاع "رويترز/إبسوس" الذي أجري في أغسطس الماضي تقدم دونالد ترامب بنقطة واحدة منهيا تراجعا كبيرا بعد دعم حزبه له في الأسابيع الأخيرة. ورغم أن أغلبية علماء السياسة الذين يستخدمون نماذج تنبؤ -كما ذكرت الواشنطن بوست- قد أجمعوا على فوز هيلاري كلينتون في نهاية المطاف، فإن بعض الخبراء يرى أن حظ دونالد ترامب في الفوز كبير بل واعتبروه بمثابة الجوكر الذي قد يحقق المفاجأة في أي وقت، ويستندون على جملة من الأسباب منها أولا أنه حقق في الانتخابات التمهيدية مفاجأة غير متوقعة بفوزه الكاسح على منافسيه رغم أن التوقعات كانت مغايرة وهو الأمر الذي قد يتكرر مرة أخرى، ومنها ثانيا خطابه الشعبوي الخارج عن المألوف المفعم بالحماس والتلقائية والمعتمد على العداء للمهاجرين واللاجئين والهجرة والموّجه في الأساس للكتلة البيضاء التي تعد أكبر مجموعة عرقية في البلاد، وهو خطاب له تأثير كبير لا يخضع للحسابات، وقد برهنت الانتخابات الألمانية على نجاعته حين فاز الأسبوع الماضي حزب البديل المناهض للهجرة واللاجئين على الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل في ولاية مِكلنبورج فوربومرن، كما أن الأحزاب اليمينية في معظم دول أوروبا حققت تقدما في الانتخابات المحلية. وخطاب ترامب يحمل نفس الملامح ويحمّل "اللاجئين غير الشرعيين" مسؤولية تدهور السلم الاجتماعي وارتفاع معدلات الجريمة في بلاده. ويتعلق السبب الثالث بأداء وخبرة هيلاري كلينتون أثناء توليها الخارجية الأمريكية، فهي في نظرهم لا تحظى بدعم قطاعات معينة من الشعب الأمريكي وتعد سقطاتها أثناء توليها الخارجية الأمريكية من الأسباب التي تقلل من حظوظها خاصة فضيحة البريد الإلكتروني (ميل جيت). وكذلك اتهمت كلينتون باستغلال وظيفتها وجمع التبرعات السخية رغم تقديمها للإقرار الضريبي. ورابعا فقد قام ترامب بتغيير فريقه المساعد وتوقف عن خطاباته العفوية التلقائية التي كشفت عن غلظته وجهله وقلة خبرته السياسية وبدأ بالاعتماد على الخطابات المكتوبة، ولكن المناظرات المباشرة تبقى مشكلة بالنسبة له. وخامسا يحظى دونالد ترامب بتأييد المسيحيين الإنجيليين الذين سبق لهم احتضان بوش الابن ويقدر أن 78 % منهم سيمنحونه أصواتهم. وقد وصف جيري فولويل الابن دونالد ترامب بـ"مبعوث الرب لقيادة أمتنا". ورغم كل هذه النقاط التي تبدو في صالح ترامب فإن فرص فوز هيلاري كلينتون هي الأقوى. فقد أظهر استطلاع أخير أجرته الواشنطن بوست بالتعاون مع موقع تصميم الاستبيانات الإلكترونية "سيرفى مونكى" شمل 50 ولاية أمريكية تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بأربعة نقاط إذ ضمِنت لنفسها حتى الآن 244 صوتًا في الندوة الانتخابية التي تختار الرئيس، أي أنها في حاجة إلى 26 صوتًا إضافيًا لتضمن الفوز الذي يتطلب أصوات 270 مندوبًا مقابل 126 صوتًا لترامب، ويتبقى 168 صوتًا قد تذهب لها أو له، ما يعني أن فرص كلينتون هي الأقوى. وفي المناظرة التي جمعت بينهما عبر برنامج في تلفزيون "إن بي سي" بدا ترامب مهزوزا وكاذبا ومزورا للمعلومات بينما كانت كلينتون صادقة أو أقرب للحقيقة، فهيلاري كلينتون شخصية قوية ومرنة في الوقت نفسه وتمتلك تاريخا علميا وخبرة متراكمة لا يتمتع بها منافسها، كما أن حزبها متحد خلفها على عكس منافسها ترامب، وبرنامج حزبها معاد للعنصرية ومنحاز إلى العدالة لذا حاز رضا الفقراء والأقليات والمجموعات العرقية وقطاع كبير من البيض المتعلمين والمثقفين والفنانين والمحامين وشخصيات نافذة من الحزب الجمهوري نفسه، كما أظهر استطلاع أن 99% من الأمريكيين السود والملونين ذوي الأصول الإفريقية واللاتينية هم في صف كلينتون هذا فضلا عن المسلمين والأمريكيين من أصول لاتينية. وأظهر استطلاع جرى في يوليو الماضي انحياز 64% من نساء الولايات المتحدة إلى جانب كلينتون. كما أن لترامب سجلا كبيرا من التجاوزات والفساد المالي والتهرب الضريبي، ويفهم من تصريحات كبار المسؤولين في مؤسسات الدولة رفضهم لترامب حتى أن أوباما قال بأنه سيلجأ إلى كندا لو فاز ترامب. وأعرب مسؤولون جمهوريون في الأمن القومي عن دعمهم لكلينتون. ولكن مع تذبذب الاستطلاعات وانطلاق المناظرات في الأسبوع الأخير من هذا الشهر فإن حظوظ المتنافسيْن تبقى قائمة وإن كانت حتى الآن في صالح مرشحة الحزب الديمقراطي.