20 سبتمبر 2025

تسجيل

من يرسم مستقبله؟

13 سبتمبر 2015

قال تعالى: "وإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ".. سؤال سيكون جوابه على الفور من الذين استكبروا للمستضعفين - الأغبياء - إن صح التعبير، هو أنه لا أحد يغنيكم وينجيكم مما أنتم فيه، فإن ضحكنا على ذقونكم وعقولكم كما تقول العامة، فلم نكن نجبركم على اتباعنا، ولكان بالإمكان معارضتنا أو التهرب أو الفرار بأي وسيلة، ولكن نفوسكم الضعيفة المتشوقة للحصول على بعض ما لدينا، قررت اتباعنا رغم إدراككم أننا على الباطل، كما كنا ندرك ذلك.الآية السابقة إشارة قرآنية تدعونا إلى أهمية اتباع الحق وليس الرجال - على صورهم المختلفة – قادة كانوا أم ساسة وزعماء، أم ملوكا وسلاطين ومن على شاكلتهم.. الحق والحق فقط، هو الذي سينجيك يوم القيامة، وإن قل عدد تابعيه، فيما الباطل يخذلك دون شك أو أدنى ريب، وإن كثر عدد تابعيه، فاختر ما شئت، فما زال القرار بيدك، إما إلى جنة أو نار.. وهذه خلاصة موضوع اليوم وإن جاءت في مقدمة الحديث.لكن نكمل بعض الحديث ونقول بأن فريق القيادة أو الزعامات في الدنيا، عادة يدعو إلى مبادئ وأفكار ومعتقدات، بغض النظر عن صحتها من عدمها، فيما هناك فريق الأتباع أو المستضعفين الذين يشكون الفريق الأول إلى رب العالمين يوم القيامة، يسير خلف الأول ماشياً حيناً، ومهرولاً حيناً آخر ويطير في بعض الأحيان إلى اعتناق مبادئ وأفكار ومعتقدات الأول، دونما كثير تمحيص ولكن كما ذكرنا آنفاً، إنما رغبة، أو أحياناً رهبة وخشية.رغبة في الحصول على بعض ما عند الأول من نعيم مادي لا يدوم، أو رهبة مما قد ينتج عن زعماء الفريق القيادي من تهور في السلوك على شكل تعذيب نفسي أو جسماني متنوع وخسائر مادية أخرى لا يرغب الأتباع في رؤيتها واقعاً متجسداً أمامهم، فليس من بد إذن، سوى اتباع القيادة، حتى النهاية!.تلكم السلبية من فريق الأتباع أو الفريق الثاني ستؤدي بهم لنهاية غير سعيدة، لا في الدنيا ولا في الآخرة كما بانت ملامحها في الآية أعلاه، مثلما في الوقت نفسه أيضاً ستؤدي الغطرسة والتجبر والكبر بأفراد الفريق الأول إلى نهاية غير سعيدة، لا دنيا ولا آخرة.. وبما أن المرء منا ما زال يمتلك الوقت لبعض التفكير ولم يغرغر بعد، فليختر لنفسه الطريق أو يرسم مستقبله، والمستقبل بالطبع ها هنا ليس ذاك الذي يأتي بعد سنوات قادمات، بل إنه ذاك اليوم الموعود، الغني عن التعريف والذي لا يحتاج لكثير شروحات وتفصيلات.. فاللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها واجعل خير أيامنا يوم لقائك.