13 سبتمبر 2025

تسجيل

دور الطاقة الحيوية في معالجة الحقوق

13 سبتمبر 2014

قال صاحبي: ما هو دور الطاقة الحيوية في معالجة الحقوق؟قلت: اعترف الإسلام بالطاقة الحيوية للإنسان اعترافاً صريحاً قوياً، وأنه يربيها كما يربي طاقة العقل وطاقة الروح بالتنظيف والتهذيب، وأنه لا يستقذر الطاقة الحيوية في ذاتها ولا يحتقرها ولا ينفر منها، بل يدعو إلى الاستمتاع بالطيبات والإقبال عليها، بل يزيد في الاحتفاء بها فيجعل عليها أجراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "... في بضع أحدكم صدقة.. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجراً" أخرجه مسلم، كتاب الزكاة.هذا يدل على أن الإسلام يحترم الطاقة الجسمية احتراماً كاملاً وأنه ينظمها ويضبط مصارفها، لأنها إذا تركت وشأنها دمرت الكيان البشري.إن للحياة – كما خلقها الله – أهدافاً حيوية لابد من تحقيقها لتستمر الحياة على وجه الأرض، وهي أهداف تتمثل في المحافظة على النوع عن طريق المحافظة على الفرد. وقد وضع الخالق في الفطرة ضمانة التنفيذ، وضعها في صميم البنية، وفي مادة الجسم، وفي تلك القبضة من الطين من الأرض، ولكي يحافظ الفرد على نفسه ونوعه لابد له مما يلي:1- طعام وشراب وكساء ومأوى ينام فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء".2- طاقة جنسية للتوالد، فعن المستورد بن شداد، رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادماً، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكناً" أخرجه أبوداود، كتاب الخراج والإمارة.وعن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديداً، ويقول: "تزوجوا الودود الولود، إني مكاثر الأنبياء يوم القيامة"، أخرجه أحمد.3- طاقة للدفاع عن نفسه وعن غيره ضد أي اعتداء، وأشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم مستشهداً بقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة": (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي).4- أن يحب نفسه فرداً متميزاً مستقل الكيان، ويحب نفسه عضواً في جماعة تتكون من نفسه ومن الأفراد الآخرين، كما يحب هذا الكيان المجتمِعَ المتركب من شخصه ومن الآخرين قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".. هذا وبالله التوفيق.