27 أكتوبر 2025
تسجيلإذا كان الأمر مرتبطاً بدور الجهات الرسمية، من خلال الدعم فإن للأسرة دورا موازيا، ذلك أن أحلام الأسرة ذات ارتباط عضوي بتأمين مستقبل فلذات أكبادها. أكثرهم ينظر إلى الرياضة كمضيعة للوقت.. جل الآباء عبر خريطة الوطن العربي يحلم بأن يرى فلذة كبده مهندسا مرموقا أو طبيبا أو محاميا، ذلك ان المستقبل مرتبط بهذا الإطار، ماذا لو تقدم أحدهم كي يخطب فتاة يحبها، وعندما سأل الأب الشاب الذي تقدم لخطبة ابنته ماذا تعمل؟ فقال: أنا لاعب الوثب الطويل، أو القفز بالزانة، أو لاعب العشاري أو ملاكم أو مصارع لاسمح الله؟ إن هذا التفكير الجمعي أبرز سمات المجتمعات العربية إجمالاً، نعم كلنا نفتخر بالبطل ولكن عندما يكون تحت دائرة الأضواء، وفلاشات المصورين.. كثيرون من الأبطال العرب لا يتذكرهم أحد الآن، مع انهم كانوا يمارسون أشهر رياضة عربية وعالمية وأعني كرة القدم، أتذكر وانا طالب في القاهرة ان لاعبا شهيرا قيل له: لماذا لا تلعب إلا بعد أن تتسلم المقسوم؟!. فقال: لأنني شاهدت لاعبا كبيرا بعد اعتزاله يمنع من دخول النادي الذي دافع عن ألوانه سنوات وسنوات!! سؤال آخر وعبر هذا الإطار ما نسبة نجاح اللاعب العربي في الملاعب الأوروبية؟ هناك المئات من الأفارقة ولكن أين اللاعب العربي؟ كان دروجبا اللاعب الكبير في بداياته يجلس على الخط وكان ميدو فرس الرهان، الآن ميدو يبحث عن نادٍ حتى ولو كان أقل من المأمول!! الأمر معروف وبديهي. الآخر يعرف جيداً موقعه ومكانه ويعرف مصدر رزقه، إن واقع اللاعب العربي بعيد عن الواقع المعاش. نعم هناك بعض التجارب الناجحة. ولكن الأغلبية تعود إلى الديار وتحمّل الصهيونية العالمية جل الأمر، ومحاربة الإسلام، وألف ألف شعار فضفاض بلا معنى، إن صناعة الرياضي أمر يسير متى كان هناك فكر ورؤية ثاقبة، ونظرة إلى اللاعبين الذين يحضرون إلى دول المنطقة تؤكد هذا الأمر، إن اللاعب العربي أيضا مظلوم من خلال النشأة الأولى، ليس هناك برنامج غذائي أولا، ولا مدرب لياقة، ولا كشف دوري. ومتى أصيب فعلى الأهل القيام بدورهم في إيجاد العلاج الناجح للشبل. لابد من إيجاد حلقات متصلة، ذلك أن صناعة البطل لا تأتي بضربة حظ. المطلوب الرعاية الصحية والرعاية النفسية في آن واحد. أمر آخر، هل يمكن أن يحتل الرياضي أو الرياضية مكانة ما؟ قد يقول قائل: نعم. ألم تحتل اللاعبة المغربية سدة الوزارة. هناك نماذج وبالمقابل هناك المئات من النماذج التي بحثت عن لقمة تسد الرمق ولم تجدها. بل إن البريطاني سيبستيان كو، قد حصل على لقب (لورد) والأيدي الخفية. لعبت بمصير كرم جابر البطل المصري في دورة بكين. إن اكتشاف لاعب في حجم ناصر العطية أو عيسى برشم أوغيرهما أمر في غاية الصعوبة، لذا فإن الاهتمام بالقاعدة والعمل على استثمار النجاح أمر ضروري، وأنا على ثقة من أن القائمين على أمر الرياضة القطرية يضعون هذا الأمر نصب أعينهم ذلك أنهم يضعون نصب أعينهم الآية الكريمة (وقل اعملوا). وسلامتكم.