12 سبتمبر 2025
تسجيلأيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان المبارك، وليس المجال لذكر فضائل هذا الشهر، وما يستوجب علينا القيام به، واستثمار أيامه ولياليه، ولكن هناك أمرين أود الاشارة إليهما، أولهما قيام البعض من التجار باستغلال هذا الشهر من خلال رفع لأسعار السلع والبضائع، خاصة تلك التي يكثر الطلب عليها عادة في هذا الشهر الفضيل، والأمر الآخر ما يتعلق بالأسر والأفراد وضرورة الاستعداد والتجهيز قبل هذا الشهر.بالنسبة للأمر الأول، للأسف الشديد هناك شريحة من رجال الاعمال والتجار ومن يدور في فلكهم تستغل مقدم هذا الشهر لتقوم برفع الاسعار دون مراعاة لأوضاع الناس ، وبالطبع في غياب رقابة حقيقية من قبل الجهات المختصة، وأعني بذلك حماية المستهلك، التي نأمل أن نرى دورها بصورة اكثر فاعلية على صعيد الوقوف مع أفراد المجتمع.من المؤكد أن الجميع يتفق على شرعية الربحية بالنسبة لاخواننا التجار، ولا خلاف على أحقيتهم في الحصول على المكاسب المالية، فهم لم يقدموا على الدخول لمعترك التجارة من اجل السياحة أو من أجل الخسارة، بل من أجل الربح والتكسب من وراء التجارة، ولكن نسبة الربحية هي التي يثار حولها الجدل عادة، فهناك من التجار من يبالغ بصورة كبيرة في الحصول على النسبة، قد تتجاوز 100% أو أكثر من ذلك، وفي هذا أضرار بمصالح الأفراد، خاصة الذين لايملكون دخلاً يفي بمتطلبات حياتهم اليومية والمعيشية والأسرية.وليس هذا فقط، بل إن الجميع يتحدث عن أن الأسعار في أسواق دول مجاورة هي الأرخص من عندنا بفارق يستحق المجازفة، والسفر الى تلك البلدان من اجل شراء سلع وبضائع مختلفة، ألا يمثل ذلك خسارة للسوق المحلي؟ نريد من الاخوة التجار أن يكونوا - خاصة في هذا الشهر الفضيل - أكثر قربا لله عز وجل من خلال مراعاة أوضاع الناس ، فارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.الأمر الآخر هو ان الغالبية العظمى من الناس تترك أمر الاستعداد لهذا الشهر إلى اللحظات الأخيرة، وفي ليلة رمضان تجد الأسواق مزدحمة بشكل غير طبيعي، وكأن الأمر للتو قد علم به، وتجد ارباكا للحركة المرورية لأن الجميع يخرج مسرعا من اجل توفير ما تتطلبه الأسرة خلال هذا الشهر، فأين كان هؤلاء قبل ذلك؟ وهل شهر رمضان كان غير معلوم حتى يتم الاستعداد له فجأة، وكأنه قد نزل دون سابق علم لنا به؟ لماذا لا نقوم بالاعداد والتجهيز وشراء ما نريده من الآن؟ وبالمناسبة الشراء المعقول، وليس التكديس للسلع الغذائية بصورة جنونية، وكأن الأسواق سوف يتم اغلاقها في اليوم التالي.