22 سبتمبر 2025
تسجيلعند مناقشة موضوع جدارة أمريكا الائتمانية مقارنة بدولة قطر، سوف نستطلع إلى أي مدى وكالات الائتمان مسكونة بصور الماضي الذي كان عليه اقتصاد أمريكا، ومتى تكون في أفضل أحوالها، حيث إن المقارنة كما ترون بين حقيقة الجدارة الائتمانية لقطر مقارنة بما هي عليه هي في صالح قطر، يشكل فارقا. ولذلك فإن مطالبة المسؤولين المعنيين لوكالات الائتمان بأن يكونوا موضوعيين ويرفعوا من جدارة قطر الائتمانية إلى المكانة التي تستحقها هو أمر مهم جدا لأنها تؤثر بشكل مباشر على كل مفصل من مفاصل الاقتصاد وجذب الاستثمار وتؤثر في تكلفة التمويل للدولة والمؤسسات الاقتصادية، إذ إن قطر وعلى مدى طويل تحقق فوائض مالية على مستوى الميزان التجاري وميزان المدفوعات وميزانية الدولة، بينما أمريكا تئن من وطأة العجوزات في الميزان التجاري وميزان المدفوعات والميزانية العامة لحدود الحاجة المالية الماسة والمعتادة لرفع سقف الدين العام حتى بلغ 130 % من حجم الناتج المحلي، في حين أن قطر تنعم بصندوق سيادي يغطي الناتج المحلي أكثر من ضعفين ونصف، وهذا الصندوق لا تملك له أمريكا مثيلا، كما يمكن قطر من تنويع مصادر الدخل بشكل فريد، جغرافيا ومناطقيا وقاريا، وحسب كل قطاع، وهذا الصندوق يخدم قطر إستراتيجيا، وهو يسهم بشكل كبير في رفع الجدارة الائتمانية لقطر، بعد الفوائض المالية، وإذا أضفنا على ذلك المرونة والصلابة التي أبداها الاقتصاد القطري خلال الأزمات المحلية والإقليمية والعالمية، من أزمة الحصار إلى أزمة أوكرانيا مرورا بجائحة كورونا، فهذا يحسب له. وإذا أضفنا لذلك الدور القطري الرائد في استتباب الأمن والسلم العالمي كوسيط نزيه تمكن من الوصول إلى تسوية بين أطراف الصراع التي ربطت بين دولة عظمى وفصائل محاربة، حيث كانت قطر بما اكتسبته من حياد ومصداقية، وراء نجاح اتفاق السلام بين أمريكا وطالبان، وهو إنجاز تاريخي يضاف للإنجازات والنجاحات التي حققتها قطر في الحقلين السياسي والدبلوماسي، الدور القطري البنَّاء والإستراتيجي عمل على خفض المخاطر الجيوسياسية العالمية، وجعل من الدوحة مفتاح السلام في المنطقة، وذلك من غزة المنكوبة إلى جيبوتي وكردفان والصومال، كما أن قطر هي جسر السلام بين أمريكا وإيران، وتسعى نحو إرساء الأمن والسلام والاستقرار المستدام في المنطقة التي تعتبر ركيزة أساسية لأمن الطاقة العالمي، وهو يكسبها قيمة عظيمة عند تقييم الجدارة الائتمانية، لأن أهم معاييرها ومؤشراتها، وقطر تنعم بالأمن والاستقرار الداخلي واللحمة المجتمعية المستلهمة من وحي ديننا وثقافتنا العربية، كل ذلك يعزز صورة قطر الحضارية الآمنة، مع الأخذ بالحسبان أن قطر هي من يوفر الطاقة النظيفة التي يحتاجها العالم خاصة في الظروف الحالية من أزمة أوكرانيا إلى التحولات في المناخ والاحتباس الحراري، وهو ما يعزز موقعها ومكانتها الإستراتيجية ويعزز دورها الفاعل والمؤثر في الاقتصاد العالمي، ليس لقدرتها على توفير تلك الطاقة فحسب، وإنما لقدرتها على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، من خلال التوسع القائم في مشاريع الطاقة النظيفة، كل ذلك يؤهل قطر إلى أن تصل إلى التصنيف الائتماني AAA الذي يعني أعلى تصنيف الجدارة الائتمانية.