12 سبتمبر 2025
تسجيلقد يرتكب الإنسان ذنوبا وآثاما تتعدى اضرارها للآخرين، كأن يقتل، أو يسرق، أو يؤذي بدون دليل شرعي، ويعد هذا الإنسان ظالما للناس لأنه اعتدى على حقوق الآخرين وطبيعة جرائمه تخالف شرع الله. والإنسان يرتكب جرائمه وهو واقع تحت تأثيرات هوى النفس وإغراءات الشيطان بتزيين الشر له، والتحرك بجوانب العصيان. والإنسان بطبيعته وفطرته التي فطره الله عليها يسعى لأن ينسجم مع مبادئ الحق، وقيم الفضيلة والعدل، وهو حتى في حالة الخروج عليها، يحاول أنه يوهم نفسه، يختلق الأعذار والمبررات ليقنع نفسه بأن ما يفعله هو عمل صحيح ومشروع. قال تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، إلا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) "البقرة: 11-12". وقال تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) "الكهف: 103-104"، الخطاب القرآني بين الإنسان السبل التربوية الصحيحة باتباع منهج الله عز وجل لسيادة القيم الأخلاقية، لتحقيق عوامل التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، والله عز وجل فتح باب التوبة لكل إنسان. قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير) "التحريم: 8". وتعبر التوبة عن عناية ولطف الله عز وجل بعباده، وهي تبين عظمة الله المطلقة، والله عز وجل هو الذي يلغي الآثار المترتبة للذنوب من صفحة الوجود والحفظ ويستر على عباده. قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) "الزمر: 53". والإنسان واجب عليه أداء الأمانة لقوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) "الأحزاب: 72". وتلك الأمانة، تهدف لتحقيق منهج الله عز وجل في الأرض، وقد يكون الإنسان جهولا بتلك الأمانة، لذلك خص الله الإنسان بالعقل، والعقل أساس رقى حياة الإنسان، كما أن العقل مناط التكليف، وبالعقل يفعل الإنسان الخير والشر، ومن هنا فالعقل والوجدان هما عينان للإنسان كي يمعن النظر في سنن الكون. وبالله التوفيق.