17 سبتمبر 2025
تسجيلصلاة عيد لم ترها عيني من قبل، شوارع مرشوشة بالبشر لا مكان لقدم، وحناجر لا تكف عن المطالبة بالشرعية وعودة الرئيس، وأمام مشهد كهذا طبيعي أن يقع الفريق السيسي في حيرة، وقد وقعت عيناه على الطوفان البشري النازل للصلاة مطالباً بمرسي، طبيعي أن سيادة الفريق في حيرة وأعداد المعتصمين تتزايد.. والمعتصمون في صمود غريب يصل إلى حد الاستهانة بالموت، لم يتعبوا، ولم يفتروا، ولم يغيروا، ولم يتنازلوا، ولم ينهاروا، رغم إجهاد الصيام والعطش والشمس بحرها اللافح، طبيعي أن يستشعر الحيرة وقد تحولت مصر إلى موقف سيارات كبير ينقل المصريين إلى رابعة، وأمام الحيرة وحالة مستعصية كحالة الصامدين في الميادين بإصرار أسطوري كان لابد من بدء تجارب الفض بقطع التيار الكهربي عن منطقة رابعة لإجبار المعتصمين على فض اعتصامهم لكن دون جدوى، ثم أطلقت بالونات الاختبار للتعرف على أماكن الأسلحة والقدرة على الحشد بتسريب أن ضربة المذبحة أصبحت وشيكة خلال ساعات، وأنه ستتم محاصرة المعتصمين يعني لا طعام، ولا ماء، ولا كهرباء، لكن المعتصمين المتحسبين لكل أفكار الفض حلوا مشكلة الكهرباء المقطوعة بمولدات تكفلت بالإضاءة، ووفرت ما يلزم لمواصلة البث، وأكيد لديهم مخزون طعام يسعفهم، ما العمل إذن مع معتصمين لا يبالون بموعد ينصرفون فيه إلى بيوتهم وذويهم؟ ما العمل مع المزروعين في الميادين غير هيابين لما يستجد ويحدث؟ خلاص نفد الصبر، والداخلية المكلفة بمهمة الفض ضاقت بالصابرين المعتصمين، إذن لم يبق إلا (المذبحة المروعة) التي نضع أيدينا على قلوبنا منها، وأتأمل صور المعتصمين وأسأل أيكم - بعد قليل وقت - سيحزن أمه بفقده، أيكم سيترك المكان إلى قبره وليس إلى بيته؟ كم سيقتل من الوجوه التي أرى؟ كم زوجة ستنوح، كم أب سيبكي، كم قلب سيحترق على فراق حبيبه الذي كان يجاوره؟ قلبي الموجوع من المجزرة يدعو ولم يعد لنا إلا الدعاء اللهم احفظ مصر من شر قد اقترب، ولا تروع ساكني الميادين والشوارع بأيدي إخوانهم، وألّف وأنت القادر على ذلك بين قلوب أبناء مصر المحزونة قبل أن يُغرق الطوفان الجميع، ويجري الحزن نهراً، اللهم احفظ مصر. •طبقات فوق الهمس •كثيرون ينظرون إلى الملايين التي شاركت في صلاة العيد في شوارع مصر ومن انضم إليها على أنه استفتاء حقيقي للشعب، ويؤكد ضرورة عودة الشرعية، بالمناسبة لماذا لم تُصَلِّ رئاسة مصر بين أبناء شعبها في العيد كالمعتاد؟ لماذا اقتصرت صلاة الرئاسة بثكنة عسكرية؟ •في ميدان رابعة هتف الأطفال (هنعيِّد بالبيتيفور وبكره السيسي يغور.. وهنعيِّد بالبسكوت ويارب السيسي يموت)! كنت أتمنى أن يهتف أطفال مصر عاش السيسي وجيشه عاش! •أمام ما نسمع ونرى هل تحول جيش مصر العظيم إلى (حزب سياسي)؟ أليست حدود مصر أولى بالحماية، والتخطيط، والدبابات، والرجال، والشهداء؟! •لماذا بدأ البرادعي علاقته مع الإخوان بصوت يغرد بعيداً عن السرب مطالباً بحل الأزمة بالطرق السلمية، هل جاء موقفه تكفيراً عن كونه كان راعيا حركة (تمرد) وقد أشعل بها مصر؟ أم إن صاحب نوبل يعلم أن التاريخ لن يرحمه؟ •كشف الدكتور محمد البلتاجي خلال لقاء للجزيرة عن أنه أبلغ وزير الداخلية شخصياً عبر الهاتف بوجود (تريلات) ضخمة تقوم بشفط (السولار) يومياً من موقع صحراوي يمر به أنبوب السولار، وأرسل له المواطن الذي سيأخذه إلى الموقع الذي يسحب منه السولار وفيه سر الأزمة التي دوخت المواطنين، وصل شاهد عملية السرقة إلى سعادة الوزير لعمل اللازم والقبض على حرامية السولار إلا أن الشاهد فوجئ (بلفلفة) الموضوع، وتسريحه ثم خرجت الصحف بعد ساعات لتقول إنه تم اكتشاف عطل بأنبوب السولار وتم إصلاحه، وطمست القضية! هذا مشهد من مشاهد المؤامرة على رئيس مصر، بإشعال غضب الناس عليه بعد فقدهم احتياجاتهم المهمة، ووسيلة مدبرة لإفشال الرئيس، وقس على ذلك أزمة البنزين، والغاز، والوقفات الاحتجاجية المصطنعة، وكل الخطط هدفها واحد خلع (مرسي) وإيداعه محبسه! هل آن للعقول أن تفهم حجم المؤامرة؟ •مذيع خرج علينا من الـ on tv live ليقول (سيتم حتماً فض اعتصام رابعة والنهضة، لكن ليس بالإسراف في القتل)!! يقول هذا بدم بارد ولا مبالاة تحرق الدم! يا سلام لو يقتل بالصدفة أبوه أو أخوه أو ابنه لنرى كيف سيستقبل الخبر الكاوي؟ •لجنة الدستور تقول راجعنا 190 مادة، وسنلغي النصوص الانتقامية، والمواد التي تقمع الحريات! وللسادة الأفاضل الذين يغيرون دستوراً ارتضاه الشعب نقول: وماذا تسمون التحضير لفض الاعتصام ألا يقع ذلك في مصادرة الحريات يا رائعين؟ •مصدر بالداخلية يقول: إن تنفيذ خطة (حصار) رابعة إنما هو لمنع دخول المزيد من السلاح! أي سلاح يا داخلية؟! وقد كذبت منظمة العفو الدولية ما نسبتموه إليها، وأكدت أنها لم تقل ولم تشر إلى وجود أي أسلحة برابعة.. اتقوا الله في بلدكم وناسكم يا ظلمة. •ألف باء الأمن القومي يمنع أي مصدر كان من الإدلاء بأي أخبار أو معلومات عسكرية لأن المنوط به هذا هو المصدر العسكري حصرياً، لكن سكوت المتحدث العسكري على ما يحدث بسيناء في حينه من عمليات عسكرية، جعل المتابع ينظر إلى الأمر على أنه إما تخبط، أو تردد، أو تنسيق مع إسرائيل التي تقول: إنها هاجمت الموقع وقتلت من فيه! •ملايين تسأل عن (المخطوفون ذهنيا) من هم بالضبط في مشهد ضاع فيه العقل؟ •تصدر صحيفة التحرير مانشيت يقول (الجماعة فقدت قدرتها على الحشد) وندعو كاتب المانشيت إلى تغيير نظارته عله يرى الحشود المذهلة المطالبة بالشرعية. •اللهم احم مصر، اللهم الطف بمصر، اللهم احفظ مصر من كل من أرادها بسوء.