15 سبتمبر 2025
تسجيلضغط، سكر/ قلب/ أمراض تجلبها السمنة والعوامل الوراثية، والمدير النكدي الذي دون أن يدري أو ربما يدري يجلب لموظفيه أوجاعاً لا يعرفها إلا هم بفعل القهر الوظيفي والضغوط الهائلة التي تنفجر فجأة حاملة صاحبها إلى الطوارئ ليكتشف بعد وعكة ما أنه أصبح مريض قلب، أو ضغط، أو سكر، وأنه اصبح في دائرة الخطر إن لم يستجب لنصيحة الطبيب والتي تقول (خليك كول) وكيف يكون (رايق) وهو يعاني من ضغوط يومية هائلة تحتاج إلى إنسان حديدي كي يحتمل؟ لذا أقول يا سلام لو أن كل مدير، أو مسؤول، أو رئيس مجموعة (رص) بخاطره وجوه موظفيه في رمضان، وتأمل أوضاعهم (واحد.. واحد) بشفافية وتجرد فتوقف عند الذي (فنشه) ظلما رغم أن تقديراته السنوية لا تقل عن (ممتاز) غير مبال ولا وجل من الحساب وتحذير (قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق) يا سلام لو اعترف السيد المدير بينه وبين نفسه أن تفنيشه للموظف لم يكن بدواعي التقطير كما اشاع وإنما لأنه تجرأ وشكا لمن هو فوق المدير بالتسلسل الوظيفي طالبا انصافه من تجاهله بالترقيات والمكافآت رغم تقدير (ممتاز)! يا سلام لو تذكر وهو يصلي انه استأسد على موظفه بقوة بطش توقيعه فقطع رزقه غير مبال بأنه جار على مستقبل إنسان وضيع أسرة!! يا سلام لو أن المسؤول فلان الفلاني راجع قراراته في رمضان بعد هزة ضمير ليقر بينه وبين نفسه أن الموظف (س) الذي (أشَّر) بالموافقة على احالته لبند التقاعد لم يكن لعلة في الموظف، أو تقصير، وانما لأنه بدأ يتكلم بجرأة عن مخالفات جسيمة ويطالب بالتحقيق فيها، وتوقيف المسؤول عن الفساد المالي والإداري! يا سلام لو استرجع المسؤول فداحة قراره وقرر الإنصاف! يا سلام لو أن المسؤول (فلان) قد اعترف ولو بينه وبين نفسه في لحظة صدق برمضان أنه عندما سعى لتطفيش الموظف (فلان) لم يكن لأن موظفه خيبه لا ينتج، ولا لأنه من حملة تقدير (ضعيف) دائماً وأبداً، ولا لأنه من ربع (وقع وامشي) بل لأنه كان موظفا نابها عينه على مستقبله يعمل، ويدرس في مجال تخصصه، وهو في الطريق ليكون (شيئاً) فوجب استهدافه ومضايقته، وتطفيشه من المؤسسة كلها لأنه خطر حقيقي يهدد (كرسي) الإدارة، يا سلام لو استدرك المسؤول الأمر وفعل شيئا يكفر به عن استهداف عنصر مجتهد! يا سلام لو تذكر السيد المدير وهو يصلي هذه الأيام وربما وهو معتكف طالبا الغفران أنه حرَّم المؤسسة التي يديرها من قيادة عنصر واعد يمكن أن يغير لو تسلم موقعا قياديا شكل الانتاج، كماً، ونوعاً، ومردوداً! يا ريت يتذكر المدير أو المسؤول (فلان) أن قلمه جانبه الصواب، والانصاف عندما زيف فأعطى (جيد) لمن يستحق ممتاز، و(متوسط) لمن يستحق جيد جدا، يا سلام لو كل مسؤول كان مسؤولا بجد! • كم مرة كنت تعبان، وموجوعا تهرسك الهموم ويثقل عليك ما احتطبته فوق ظهرك من أوجاع دون أن تتكلم؟ كم مرة تلفتت عيناك وقد استشرى الوجع باحثة عن صديقك الذي يمكن أن تفضي إليه بمكنون نفسك فوجدته مشغولا عنك بقشور انشغالاته فقررت مضغ ألمك وابتلاعه دون البوح به؟ لكن الأكيد أنك كنت تحتاج أحدا يسمعك؟ كم مرة هجمت عليك وحوش الديون لتحاصرك، وتجلدك، وتحول يومك المتعب إلى هم بالليل، وذل بالنهار؟ كم مرة شرحت عيناك الساكتة وقالت كلاما كثيرا ينطق دونما صوت (أحنت الديون ظهري فكسرته) فلم يلحظ محبوك في غمرة الضجيج الذي يلفهم أنك تحتاج رفدهم، وإنك مجلود بسياط دين فوق قدرتك على الاحتمال؟ كم مرة لما وجدت أنك في الوادي وحيداً قررت أن تبتلع شكواك دون البوح بها؟ لكن أكيد كنت تحتاج أحداً يسمعك! كم مرة كنت ضحية ظلم أقصاك عن وظيفتك رغم انك صاحب اليد النظيفة التي لا تمتد لحرام، وصاحب العين الطاهرة التي لا تقبل الاغماض عن حوادث فساد الذمم فكان أقصاؤك أفضل وسيلة لاسكاتك! كم مرة أحسست أن حبل (الحيف) يضيق على رقبتك فيمنعك! النسم؟ كم مرة لما وجدت أنك فشلت في العثور على معين يرد إليك حقك وقد وجدت من يجتهد بكل قوته لسد أبواب رزقك والتشويش بشهادة زور تنتقص من قدراتك قررت أن تبتلع ألمك فتسكت آملا في غد منصف؟ ابتلعت شفرة السكين، لكنك كنت تحتاج أحداً يسمعك. • كم مرة كنت صديقا جميلا نبيلا تبذل من نفسك وقلبك كل ما يسعد صاحبك، في الأزمات تركض تساعد، وترفد، في وعكات المرض تركض تواسي وتربت، إذا تعملقت الهموم ووقع وجد من كتفك متكأ؟ كم مرة قدمت محبتك في أرق باقات الود دون مقايضة، ولا منة، ولا انتظار (شكراً)ز • كم مرة اهديت ورودك النبيلة للصديق الأثير فأهداك بمواقفه المؤسفة جحوداً مريراً خلته خنجراً استقر في القلب لتئن مذبوحا دونما صوت؟ لمن لجأت أنت محتاج أحدا يسمعك! • كم مرة فضفض صدرك بأخص خصوصياته لأخ أو صديق معتبرا انك تكلم نفسك أو تتحدث إلى مرآة؟ كم مرة باح صندوق قلبك بأدق اسراره في حضرة من تثق به حاسبا أن (سرك في بير) لتفاجأ بان سرك المكنون الذي اسلمته مطمئنا لصديقك المصون قد اصبح على كل لسان؟ كم مرة توجع إنسان الأرض ولم يجد دواء وجعه؟ كم مرة قاسى هماً؟ تألم من غدر؟ حزن من جمود؟ كم مرة جاءته الضربة من مأمن بقسوة مفزعة؟ كم ترى تلفت إنسان الحياة في قلب الفلاة فلم يجد إلا خياله وسرابا يضحك على عطش القوافل؟ كم مرة احتاج الإنسان ليقول لأخ، أو صديق أو حبيب، أو قريب (أنا تعبان) فوجد من يسمعه؟ عز الاستماع الحنون، وتلاشى التعاطف الآدمي، كثيرة كثيرة هي الأوجاع لكن كل واحد صندوق أسود يمشي حاملا أوجاعه، ويظل غريبا أن يتعشم العباد في العباد آملين صدرا حانيا يرحم، فيكون الخزلان مدويا، يتعشم العباد المثقلون بآلام المرض، والحاجة، والقهر، ببعضهم فلا يجدوا بغيتهم رغم أنه موجود لا يشغله شيء، ولا يؤخره عن الحضور ظرف، ولا يضع سكرتارية تسمح أو لا تسمح، موجود هو دائما دون حارس، ولا حاجب، مستعد لسماعنا، لا يتململ لو طالت شروحنا، وكثرت حاجاتنا، وتعددت شكوانا، لا يشيح، ولا يضجر، ولا يلوم، ولا ينسى، ولا يحدد مواعيد بالمقابلات، ولا ينهي لقاءنا حتى ننهيه، إنه الموجود في كل الوجود، المنتظر دوما دق الباب، السعيد دائماً بالطلب، ربما يهرب البعض هذه الأيام إليه يشكو إليه، يبكي بين يديه، يبوح برجواته ملحاً في تفريج الهموم والكربات، كثيرون معه هذه الأيام هرعوا إلى بيوته المفتوحة، هجروا الخلق بخداعهم، وتلونهم، وخذلانهم، ووجوههم السبعة، ليكونوا معه، يأتنسون في ليل تهجد طويل بنوره، كثيرون فرغوا أرواحهم من كل إنشغال ليكونوا معه في نجوى طويلة مع الحبيب، وللحبيب، ترتاح أرواحهم وقد أنست بمن يستمع شفوقا رحيماً، حانيا، يقول لكل من أراد وصلا تعالوا وتذوقوا سعادة الاقتراب فدمعت قلوبهم قبل عيونهم. *** * طبقات فوق الهمس: * صور متضادة كثيرة في رمضان، ناس في المساجد تصلى وتبكي، وناس خاصم الخشوع قلبها فسهرت للفجر مع لعب الورق، بتتسلى، ناس رمت بالقمامة اكثر مما أكلت وناس يا دوب شبعوا، ناس قدام التليفزيون من مسلسل لمسلسل، وناس من جامع لجامع، ناس منهمكون في حمى الشراء للعيد، وناس جيوبهم تسبح بحمد الله! * الأب (الشحط) فاطر! ليه فاطر؟ أصله ما يقدرش يسيب التدخين!! الغريبة، أن أصغر أولاده صايم والأغرب (ما بينكسفش). * خصام وهجر، خناق، وغضب عارم، قيل وقال، ونميمة، و(عجر) طول السهرة على فكرة (كلهم صايمين)! * تحية للأوقاف التي سيطرت هذا العام بنجاح لافت على فوضى الأطفال وازعاجهم فمنعتهم دخول الكثير من المساجد. * عقاب الكاذب ألا تصدقه وإن صدق! * والله لسه بدري والله يا شهر الصيام.. كل عام والقلوب أجمل.