02 نوفمبر 2025

تسجيل

قصة أهل القرية والحمار!!

13 أغسطس 2011

بينما يواصل العرب حيلة العاجز وهي الإدانة (مجرد الإدانة) تواصل إسرائيل بناء المستوطنات.. هذه المرة صادق وزير الداخلية الإسرائيلي على إقامة (4300) وحدة سكنية جديدة في أحياء من القدس الكائنة وراء الخط الأخضر.. وكان ذات الوزير قد أقر قبل أسبوع بناء 930 وحدة سكانية في جبل أبو غنيم الواقع بين القدس وبيت لحم!!.. الجديد أن هذا الاستيطان يتزامن مع اقتراب اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود الرابع من (يونيو) حزيران عام 1967م.. إذن هناك محاولة ماكرة لخلق وقائع جديدة على الأرض.. السلطة الفلسطينية اكتفت بدعوة الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وجميع الجهات الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى أخذ دورها والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الإجراءات أحادية الجانب!!.. يجب ألا نتوقع من إسرائيل غير القيام بإجراءات محمومة لإحباط استحقاق طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل.. الأخطر أن تجعل إسرائيل الولايات المتحدة تستخدم حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع قيام دولة فلسطين أو ربما تمارس واشنطن ضغوطا على السلطة الفلسطينية تفضي إلى تأجيل تقديم الطلب!!.. بربكم ماذا استفاد الفلسطينيون على مدى العقود الماضية من تلك اللغة (الدبلوماسية الراقية)؟!. قصة عميقة الدلالة وفيها عبرة لمن يعتبر، تصلح لإسقاطها على واقعنا العربي المحزن وصراعنا المرير مع (إسرائيل).. ستظل (إسرائيل) تقدم لنا فنونا من التعدي والبطش والاضطهاد ما لم نتعظ ونعرف كيف نخرج الحمار من مزرعتنا.. تقول القصة إن حمارا دخل باغيا مزرعة وبدأ يأكل من زرعها الذي تعب صاحبها في حرثه وبذره وسقيه.. وقد فكّر صاحب المزرعة كيف يُـخرج الحمار؟ أسرع الرجل وكتب لوحة يخاطب بها الحمار ويدعوه للخروج من مزرعته وظل واقفا حاملا هذه اللوحة حتى غروب الشمس ولكن الحمار لم يخرج.. في صباح اليوم التالي صنع عددًا كبيرًا من اللوحات ونادي أولاده وجيرانه واستنفر أهل القرية كلهم واصطف العرب في طوابير يحملون لوحات كثيرة تقول "أخرج يا حمار من المزرعة.. الموت للحمير" وبدءوا يهتفون اخرج يا حمار.. لكن الحمار يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله. وتعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم.. ثم حاولوا حرق مجسم حمار من ورق وانهالوا عليه ضربا بأقدامهم لكن الحمار نظر إلى المجسم الذي كانت تحرقه النار نظرة سخرية ورجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة وأوشك الزرع على النهاية. بعد ذلك أرسل أهل القرية وفدًا ليتفاوض مع الحمار قالوا له صاحب المزرعة يريدك أن تخرج وهو صاحب الحق وعليك أن تخرج.. الحمار ينظر إليهم ثم يعود للأكل لا يكترث بهم.. ثم عرضوا عليه التنازل عن بعض من مساحة المزرعة والحمار يأكل ولا يرد.. ولم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي.. لكن غلاما صغيرا (مناضلا) خرج من بين الصفوف ودخل إلى المزرعة وتقدم نحو الحمار وضربه بعصا صغيرة فإذا به يركض خارج الحقل موليا دبره.. أتدرون من هو الحمار؟ إنها (إسرائيل) التي لا تعرف غير لغة القوة.. نخشى أن يقبض زعماء القرية على الغلام ويقتلونه ثم يعلن أنه شهيد..