14 سبتمبر 2025
تسجيلاتصل بي عدد من الإخوة والزملاء بدولة الكويت الشقيقة منددين ومستائين لما نشرته احدى الصحف الكويتية من إسفاف وانحطاط تجاه دولة قطر مؤخرا، لا يليق ابدا بصحيفة تحترم قراءها- ولا أقول أشقاءها- ان تقدم على مثل هذه الخطوة المبتذلة.لن اتحدث عن هذه الصحيفة (الساقطة)، ففي الاشارة اليها مكسب لها، وامنية تسعى الى تحقيقها، فقد سبق ان تجنت على قطر، ويعمد بعض من يسمون ب(كتّاب) في هذه المطبوعة (المبتذلة) بين حين وآخر الى الزج باسم دولة قطر او مسؤولين بها في مقالات ممجوجة، وبعيدة تماما عن الاخلاق الصحفية والمهنية، وفي (خربشات اطفال) يدعون انها رسومات كاريكاتير.نحن نعرف ان هذا ليس من اخلاق الاشقاء بالكويت قيادة وشعبا، وكما قال احد الزملاء الصحفيين بالكويت: ان هذه (مطبوعة واحدة من بين ثماني مطبوعات يومية تصدر بالكويت، ولا تمثل ابدا الكويت أو أهلها)، ونحن لن ننجر الى المستنقع الذي تعيش فيه هذه الصحيفة وبعض كتّابها، الذين يعيش الاغلب منهم في فنادق اوروبا، ويتقاضون من اطراف شتى بكل عملات العالم، ولا يخجلون من ذلك، وبالتالي ينتظرون من قطر ان تقدم لهم (بُكْشَة) بين فترة واخرى، وإلا فإن الهجوم عليها هو الحل.قطر ليست بحاجة الى ان تدفع الى مثل هؤلاء (المرتزقة)، لأنها ليست بحاجة الى من يداري او يجمل سياستها واعمالها، فمواقفها تجاه مختلف القضايا عربية كانت او اقليمية او دولية، واضحة وضوح الشمس ، وتعلن عن هذه المواقف قبل ان يتحدث بها العالم، وتتعامل مع الجميع من فوق الطاولة، وليس كما يفعل البعض عندما يعلن امام وسائل الاعلام عن مواقف قومية، ويتحدثون عن قيم واخلاقيات، في حين ان تحت الطاولة تدار امور اخرى، وتجرى صفقات على حساب لا أول له ولا آخر.هذه الشفافية والوضوح والصراحة التي تدير بها قطر سياستها، هي التي قد ألّبت بعض الاطراف عليها، واتخذت مواقف منها غير مبررة، ودفعت الى صحف واقلام لتناول الشأن القطري والمسؤولين القطريين بمناسبة وبغير مناسبة، البعض منها مدفوع من تلك الاطراف، التي عندما تذكر قطر تصاب ب(الحساسية).ويحسب لقطر انها لم تنجر الى تلك المهاترات، ولم تسقط في (فخ) الدخول في الرد على الاقلام (الرخيصة)، التي تبيع مواقفها لمن يدفع اكثر، ومضت في سياستها الداخلية الرامية إلى التركيز على التنمية بشتى صورها، وفي مقدمتها التنمية المتعلقة بالثروة البشرية، وهو ما جعل قطر تتصدر الدول العربية في مجال التنمية، ويحتل مواطنوها المركز الاول بالنسبة لدخل الفرد.وفي سياستها الخارجية، سجلت قطر مواقف نبيلة، شهد بها العالم، وقدمت نموذجاً مشرفاً في تعاملها مع مختلف القضايا، ووقفت الى جانب العدل اينما كانت، ولم تنتظر جراء هذه المواقف جزاء او شكورا، بل لقيت الأذى، ولكن على الرغم من ذلك لم تتزحزح عن هذه المواقف، وظلت- ومازالت- وفية لقضايا امتها، ايمانا منها بواجبها تجاه امتها.ولا يستطيع احد ان يغطي الشمس بغربال، وهو ما ينطبق فعليا على مواقف قطر المشرفة، التي لا يستطيع احد نكرانها، حتى المخالفون لها من الشرفاء، يؤكدون هذه المواقف الداعمة لقضايا الامة، في جميع المجالات، فقد رفضت التخلي عن مبادئها ومواقفها، وتحملت في سبيل ذلك الكثير.والذي يغيظ البعض اكثر أن قطر لا ترد على كل (الإسفاف) الذي يصدر من قبل بعض كتّاب الصحف الصفراء، واقلام (الرصاص )، الذين يمكن أن يمسحوا كلامهم باليورو والدولار إذا ما رأوه وتسلموه بيد، فإن اليد الاخرى تقوم مباشرة (اوتوماتيك) بمسح ما كتبت، وتخط كلاما مغايرا تماما.قبل ايام زارني بالمكتب صحفي من اليمن الشقيق، وكان من بين ما اشار اليه انه يرى بالسوق القطري صحفا معروفاً عنها مدى تحاملها على قطر وقيادتها، وعلى الرغم من ذلك توجد بالسوق دون ادنى حظر او منع، بل يتحدث عن كتابات في صحف ومجلات تنتقد قطر بصورة غير اخلاقية وغير مهنية، ومعروضة للبيع في المكتبات القطرية، وهو امر غير مألوف بالنسبة للدول العربية، التي عادة الحظر هو السلاح المتبع مع اي مطبوعة اذا ما عاندت وكابرت في انتقادها لسياسة تلك الدولة.قلت لزميلي الصحفي: ليس هذا فقط، بل هناك مقالات وموضوعات في مطبوعات تتجاوز النقد الموضوعي، الى التجريح، وعلى الرغم من ذلك يسمح لها بالدخول، فالرجل الذي ألغى وزارة الاعلام ورفع الرقابة عن الصحف، اكبر من ان يلتفت الى سفاسف الامور، فسمو الأمير حفظه الله ورعاه لديه القناعة التامة بقدرة المواطن على التمييز بين الحق والباطل.والاعلام القطري لم ينجر الى ما ينشر في بعض وسائل الاعلام الخليجية منها والعربية، وتجاهل كل الاباطيل والاساطير التي تنسجها بعض الاقلام المريضة، والكتّاب المرجفون، الذين يعيشون عادة على افتعال المشاكل.بإمكان صحافتنا ان ترد الصاع صاعين، ولكن ليس هذا من شيم قطر، التي تحرص على اللحمة الخليجية والعربية، وتتحمل من اجل ذلك دون ان تلتفت الى الاذى الذي يمكن ان يلحق بها، فنحن جميعا في الخليج اسرة واحدة، مهما حدث من اختلاف في وجهات النظر، ولكن يظل هذا الاختلاف- وليس خلافاً- محصورا في اضيق الحدود، دون ان يؤثر على العلاقات الاخوية بين دول وشعوب المنطقة، فمجلس التعاون الخليجي هو الكيان العربي الوحيد الذي صمد في وجه كل الاعاصير التي عصفت به، وظل متماسكا طوال هذه السنوات، ولن نسمح ب(شوية عيال)- حسب قول اخواننا المصريين- ممن يسمون انفسهم بكتاب او بصحف محدودة، ان تلوث هذه العلاقات الاخوية، او تسيء الى العلاقات الخليجية.ما بين قطر والكويت، بل ما بين دولنا الخليجية، اكبر من هؤلاء (العيال)، ومن المؤكد ان اهلنا في الكويت يرفضون البذاءات التي صدرت عن تلك الصحيفة، التي حاولت خلق مشكلة والادعاء بأن هناك هجوما من قطر على دولة الكويت الشقيقة، ولا نعرف من اين جاءت هذه الصحيفة بهذا الادعاء، فمن يعيش في قطر، او يتابع اعلامنا عن بعد يعرف ما تكنه قطر قيادة وشعبا من مودة واحترام وتقدير لأهلنا سواء في الكويت او في الممكلة العربية السعودية او دولة الامارات العربية المتحدة او مملكة البحرين او سلطنة عمان. . . ، واهلنا في جميع الدول العربية.قطر ماضية في سياستها، مؤمنة برسالتها، ثابتة على مبادئها، مقتنعة بمواقفها، داعمة لقضايا امتها،. . . ، لن تحيد عن ذلك قيد انملة، فهل يعي (العيال) ذلك؟!