هل يحتاج القائد إلى كاريزما للتأثير؟

تعرف الكاريزما بأنها إثارة إعجاب الناس والقدرة على التأثير عليهم، وهي كلمة إغريقية قديمة تعني: «موهبة ربانية أو منحة إلهية». وأنا أرى أنها ممكن أن تكون موهبة ربانية كونها تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص المؤثر، حيث يمتلك سلطة فوق العادة وسحراً شخصياً عندما تقابله يجذبك من أول وهله ويسيطر على عقلك ومشاعرك ويثير الولاء فيك ففي حين يمكن لكل إنسان اكتساب (شعبية) خاصة ومدروسة، يصعب على معظم الناس اكتساب كاريزما تضمن ولاء الجماهير وتعلقهم بحامل الرسالة أكثر من الرسالة نفسها. فالجميع من حولنا يسعى لجذب انتباه الغير بكل الوسائل الممكنة، ولكن في المقابل يوجد شخص فقط يملك كاريزما خفية تجذب إليه العقول والقلوب بدون جهد يذكر وهذا الشخص بالذات لربما يكون إنسانا بسيطاً وأقل المعارف شأناً في لفت الانتباه. والكاريزما عنصر مهم في شخصية (القائد) ولكنها ليست أساسية كونها تضمن اجتذاب الجماهير والاحتفاظ بولائهم بل وغسل أدمغتهم في كثير من الأحيان، مثلاً في عالم الرياضة (مايكل جوردن وبيكهام) فهناك لاعبون يملكون موهبة فذة ومهارة عالية كالانجليزي (مايكل أوين) ولكنهم لا يملكون الكاريزما تؤهلهم للشهرة وتوقيع عقود ضخمة. وفي المقابل تجد لاعبين آخرين مثل زميله (ديفيد بيكهام) يتمتع بشهرة كبيرة وثراء فاحش وجاذبيته طاغية (رغم تسببه في إحراج المنتخب الانجليزي في منافسات كروية عديدة)!. وترتبط ظاهرة الكاريزما بالقادة السياسيين العظماء (كنابليون ولينين وكيندي وماوتسي تونغ وجمال عبد الناصر وغيرهم). ويختلف خبراء القيادة والتدريب حول إمكانية أو عدم إمكانية خلق الكاريزما لدى القادة المملين، فالبعض يرى إمكانية خلق وبناء الكاريزما من خلال التدريب على أداء تصرفات وحركات معينة، وفي المقابل يرى البعض الآخر أن أمراً كهذا قد يؤدي لنتيجة عكسية تماما، ففي حين تأتي قوة الكاريزما من غموضها وتلقائيتها وحضورها بشكل طبيعي لتأثر على من حولها، ومن العناصر التى تساعد على زيادة الكاريزما القائد وزيادة قبوله بين الناس، القدرة على التعاطف وفهم المشاعر، والقدرة على الاستماع الجيد للآخرين، وفهم ما يريد الطرف الآخر ايصاله سواء كان باللفظ أو حتى بحركات الجسد، التواصل البصري وإشعار الشخص بالأهمية والتقدير، المقدرة على إثارة الحماس لدى الآخرين وذلك عن طريق مدح أقوالهم وأفعالهم، واخيراً التحدث بشكل عميق ومميز مع الآخرين والذي من شأنه أن يساعد على فهم بيئتهم بالإضافة إلى فهم تفسيرهم للكلمات، واختيار اللغة المناسبة لشد اهتمامهم والتأثير عليهم. ● خاطرة،،، اتفق مع الكاتب بيتر دراكر هو أكبر علماء الإدارة والاقتصاد حين قال لقد تعاملت مع كل أنواع القادة، والقضية الوحيدة التي وجدت أنهم لا يحتاجونها هي الكاريزما، فالقائد الملهم من وجهة نظري سيؤثر على من حوله وتحدث له كاريزما معينة تدفع الناس للتحرك نحو التغير.