27 أكتوبر 2025

تسجيل

من العجائب

13 يوليو 2020

عاش الأولون زمانهم بما فيه، فإذا هم يخبرون عن أمور يأتي بها اهل هذا الزمان من عجائب وغرائب الأفعال، وها نحن نعيش ونرى عجباً وتجرؤا وتطاولاً على الفضائل والثوابت، وكأن الأمور عادية لا رقيب ولا حسيب، ولو نأتي عليها ما انتهينا من ذكرها، ولكن إليكم بعضاً من هذه العجائب:- • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ، قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ". اختلال في المشهد الحياتي وفي موازين التعامل مع الناس "وينطق الرويبضة". ‏* وصورة أخرى يرسمها أمير الشعراء أحمد شوقي - رحمه الله - وكأنه معنا يعيش ويكابد هذا الزمان وأهله بقوله: ما كان في ماضي الزَّمانِ مُحَرَّمًا لِلنَّاسِ في هذا الزَّمَانِ مُبَاحُ صاغوا نُعُوتَ فضائلٍ لِعُيُوبِهِمْ فَتَعَذَّرَ التَّمْيِيزُ والإِصلاَحُ فالفَتْكُ فَنٌّ وَالخِداعُ سياسَةٌ وغِنَى اللُّصُوصِ بَرَاعةٌ ونجاحُ والعُرْيُ ظُرْفٌ والفسادُ تَمَدُّنٌ والكذبُ لُطْفٌ وَالرِّيَاءُ صَلاَحُ ‏* ومن يُنادي بالإصلاح بأدب وبضوابطه الشرعية، أصبح مفسداً ورجعيا، ومن يُجاهر بالفساد والترفيه المنحل مصلح وذو رؤية وسعة أفق، ويريد مصلحة المجتمع والأمة، ومرحّبٌ به. ما أنا الشاكي ولكن أمة أصبحت تشكو كما يشكو اليتامى تبصــر الشر ولا تنكره وعن المعــروف ـ جبنا ـ تتعـامى وتداري كل أفــاك ولــو بث في أبنائــها الــرأي الحــرامـا وترجي من أعاديها الهدى وتواليــهم قضــاء واحتــكــامـا كم صفيق الوجه صفقنا له وسفــيه قـــد جعــلنـــاه إمـامــا وشريف القصد شهرنا به وظــلمــناه اعـتــداء واتـهــامــا نعم.. الشرفاء وأهل الخير ودعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سجون الطغاة والرويبضة، وصفيق الوجه والفويسق حر طليق، بل ويصفق له ويقرّب. بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً في شِعارِ الواعِظينا فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ الماكِرينا وما أكثر ثعالب هذا الزمان!. مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا ‏* استأسدت الضفادع بنقيقها، وتطاول الصغار على الكبار القمم، وارتفع صوت الأذناب. * أضحت الأنانية طاغية علينا، يُهدم بيت، تُشتت أسرة، يقطع الرحم، ولا يتدخل أحد للإصلاح أو حتى ترطيب الأجواء بين المتخاصمين أو المتنازعين، الكل - إلاّ من رحم الله - يقول بالعامية (خلني بعيد عنهم، مالي شغل فيهم)، حتى ولو كان قريبا لي، أي أنانية نعيش، وأي داء الأنا مثل هذا الداء متربع على القلوب والعقول، وفي التعاملات! هل غابت عنا القيم الإيجابية في زمن العجائب؟!. ‏* وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها أما من عجائب هذا الزمان، يقول احدهم: وافتح عينيّ كاملة إن بدت لي امرأة حتى أظل انظر إليها، وكذا نساء اليوم - إلاّ من رحم الله - ما أكثر ما تسقط القيم في زمن العجائب؟!. ‏* جامع كان متحفاً، واليوم يعاد فتحه تقام فيه الصلوات ويعبد الله فيه، فتخرج علينا الضفادع بنقيقها، ويتكاثر الذباب ليسمعنا طنينه، زمن العجائب من أهل الرويبضة!. امضِ يا تركيا قيادة وشعباً نحو معالي الأمور، فنقيق الضفادع، وطنين الذباب لا يسقطان الجبال ولا يهزانها!. "ومضة" وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ عنترة بن شداد [email protected]