13 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا يعجز العالم الإسلامي عن لملمة شتات نفسه؟

13 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد شهدنا آلامًا خلال شهر رمضان، وعشية وطيلة أيام العيد، تنوء بحملها الجبال، لم تفارقنا الحروب والهجمات الإرهابية وعمليات الاغتيال. وخاصة هجوم المدينة المنورة... أظهر لنا حقيقة هذا الإرهاب الذي وصل إلى مرحلة الإرهاب الأعمى المجنون غير القادر على أن يبصر شيئًا.لماذا لا نستطيع رؤية نوع من لملمة الشتات والوحدة والتعاون والتضامن في العالم الإسلامي، رغم تعرض أكثر البلدات قداسة لتلك التفجيرات وسراية بعض الإشاعات التي تتحدث عن أن الهدف القادم سيكون (لا سمح الله) مدينة مكة المكرمة والكعبة المشرفة.جميعا ندرك أنه من دون تضامن العالم الإسلامي، لا يمكن الخروج من حالة الفوضى التي تعترينا. فلماذا لم يستطع سكان تلك المنطقة من بنجلاديش إلى المغرب، وضع ردة فعل حيال حالة الفوضى والتخبط، لماذا لم نستطع توحيد الجهود للخلاص من تلك الحالة؟. أين الأشخاص الذين يحملون هموم الأوطان؟من الممكن مناقشة هذه المسألة على ضوء مؤثرات السياسة الدولية، كما يمكن مناقشتها في إطار كل فرد على حدة.إن مجموعات الأفراد هم الذين يشكلون دول المنطقة، وأنا على دراية بوجود أفراد يحملون هموم هذه الأوطان، من مثقفين ومفكرين وكتاب وصحفيين وسياسيين، إن أولئك الأفراد يتألمون نتيجة الفوضى والارتباك الذي تعيشه المنطقة.لا شك أن الشعور بالألم إزاء حالة الفوضى والتفكك قيمة ثمينة جدًا، لكنها وحدها لا تكفي، على تلك الشريحة من المثقفين اتخاذ خطوات ملموسة من أجل وضح حد لتلك الحالة التي تؤثر على كافة دول المنطقة.نعم، لا شك أن القضية التي نتحدث بها تهم العلاقة بين الدول. نعم، بحاجة لمزيد من الجهود الدبلوماسية، والمزيد من العمل السياسي، لكننا لم نر حتى الساعة أيضًا أي خطوة جادة على هذا الصعيد. نهم الجهود موجودة لكن دون تحقيق أي نتائج.تخيلوا، إننا أمام عالم إسلامي غير قادر حتى على الاتفاق حول موضوع توحيد يوم العيد، إن الإرادة التي لم تستطع الاتفاق على مسألة من هذا القبيل كيف لها أن تتفق لمواجهة تنظيم مرعب كتنظيم داعش؟نحن بحاجة لمبادرات ومنابر جديدةعلى الشريحة الحاملة لهموم الأوطان زيادة نشاطها ومناقشة الأسباب التي تحول دون تحقيقنا التضامن والوحدة، وتوليد الأفكار، وفتح آفاق جديدة في هذا الصدد.نحن بحاجة ماسة لمنصات دولية جديدة وقنوات اتصال جديدة تعنى بمناقشة مشكلات العالم الإسلامي، لذا يجب علينا اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق ذلك، من أجل جمع الأشخاص الحاملين لهموم الأوطان، والراغبين بوضع حد للحروب والإرهاب، والساعين لتحقيق التضامن والوحدة بين دول العالم الإسلامي، في منصة واحدة، تعنى بطرح أفكار وآفاق جديدة.لن نستطيع إيجاد حلول من خلال فقط إلقاء اللوم على "الدول الغربية التي تتلاعب بمستقبلنا وتعقد اتفاقات سرية ضدنا"، علينا الاعتراف أننا نعاني نحن أيضًا من مشاكل داخلية، مشاكل تراكمت عبر الزمن، ومشاكل في طريقة فهمنا للإسلام. نحن نمتلك داخلنا آليات تساعد على إنتاج مسلحين لصالح تنظيمات إرهابية مثل "داعش" و"بي كا كا".لذا ينبغي علينا التحرك بحكمة وعلم ودراية، ودون رومانسيات عاطفية وحماسة، كما يتعين علينا تحديد مشاكلنا بشكل واضح.وانطلاقًا من ذلك، يتعين على جميع الأفراد المشاركة في هذا المشروع، بعضنا لديه المال، والبعض الآخر يمتلك الأفكار، فيما يمتلك آخرون القدرة على التنظيم، ولا يوجد عوائق تحول دون جمع جميع تلك العناصر تحت سقف واحد.يلزمنا منصة مشتركة، وأرضية مشتركة، ومنظمة جامعة، أنا أتحدث في هذا الصدد عن جهد يجمع الأشخاص الحاملين لهموم الأوطان، ورجال العلم والفكر والمثقفين في أرجاء العالم الإسلامي.أنا شخصيًا مستعد لأن أعمل فرّاشًا في مثل هذا المشروع، فكل ما يهمني هو إرساء دعائم منظمة من هذا القبيل تمتلك القدرة على حل مشاكل العالم الإسلامي.