14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإجازة والعمل والعيد زمان

13 يوليو 2015

تنطلق خلال ساعات إجازة عيد الفطر المبارك، التي تبدأ الأربعاء وتستمر حتى الأحد الموافق 26 يوليو، من هنا ولأن مقالي القادم سيكون بعد العيد فاسمحوا لي أن أتقدم "مبكراً" بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وإلى جميع الوزراء والمسؤولين وعلى رأسهم معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى أصحاب السعادة الشيوخ وجميع المواطنين والمقيمين على أرض (قطر الحبيبة)، وجميع المسلمين بجميع أنحاء العالم، متمنياً للجميع قضاء العيد في سعادة، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات.تنطلق إجازة عيد الفطر المبارك ليقضي الموظفون أكثر من 11 يوماً تقريباً في إجازة، وهي فرصة عظيمة للاستمتاع والفرح بالعيد، كما تستحق فيها أجسادنا "الراحة" لاستعادة النشاط، وعدم إرهاقها بشكل يجعل البعض يعود إلى عمله بعد الإجازة ليشكل عبئاً على العمل ليوم أو أثنين أو ثلاثة، والبعض قد يتناسى أن لأجسادنا حقوق علينا، ويحاول هؤلاء اغتنام الإجازة من بداية انطلاقها وحتى آخر ساعات فيها، ليعود هؤلاء بأجساد واهنة متكاسلة غير قادرة على العطاء في العمل، وهو ما يتطلب من الجميع الحرص على اغتنام الإجازة ووضع برامج تضمن لهم الاستمتاع بإجازة العيد، وفي ذات الوقت مراعاة منح الأجساد الراحة التي تسمح لهم بعودة قوية إلى أعمالهم.في أيامنا هذه قد يغفل البعض عن الاحتفال بالعيد، وقد قال صديق لي أن حجة هؤلاء الملل وعدم وجود الجديد الذي يتيح لهم فرصة الاستمتاع، ونسي هؤلاء قول الله تعالى "ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"، كما قال الله سبحانه وتعالى "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، ويقول ابن تيمية "إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه وتعالى "لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ"، وفي العيد معان ومشاعر جميلة تجمع الجميع حولها، تبادل التهاني والتبريكات ووضع البرامج للترفيه في الداخل والخارج، بين العائلة وعلى مستوى الأصدقاء والجيران والأهل، لذا ففي العيد ـ وهو مكافأتنا من الله بعد شهر الصيام ـ علينا اغتنام هذه الفرصة بما تحمله من إنسانيات ومشاعر جميلة تسيطر على الجميع فيها، وعلى من يودعون رمضان بالحزن والأسى على رحيله، أن يعلموا أن هذا مخالف لنهج السلف، فعلى المؤمن أن يفرح بمنة الله علينا بإكمال العدة مكبراً إياه على ما هداه شاكراً لنعم الله سبحانه وتعالى.إن فرحة العيد والاستمتاع بهذه الأيام المباركة تحتاج إلى ضوابط تضمن الاستمتاع والترفيه وفي ذات الوقت منح أجسادنا الراحة الكافية التي تضمن عودة الموظفين إلى أعمالهم بنشاط، وعدم تضييع دقائق أو ساعات أو أيام في العمل بدون إنتاج ملموس، وذلك كله بسبب الإرهاق الشديد الذي يتعرض له البعض في الإجازة بسبب السفر وقضاء إجازة العيد في الخارج وربما العودة قبل التوجه إلى العمل في أول أيامه بساعات قليلة.في مثل هذه الأيام من كل عام، أتذكر عندما كنا نسمع 21 طلقة مدفع لإعلامنا بأن العيد غداً، وأتذكر قيام الشباب قبل سنوات في ليلة العيد برفع الأعلام القطرية أعلى أسطح المنازل وعلى واجهاتها، كما أتذكر حجم الإقبال على تفصيل الملابس سواء لدى "خياطة معروفة بالحي" أو من خلال قيام الأم بتفصيل ملابسها وملابس أبنائها بنفسها، كما أتذكر العادات الطيبة الجميلة التي وإن تغيرت فإن الكثير منها مازال موجوداً والحمد لله في بلدنا وبعض بلاد المسلمين، أتذكر المجالس العامرة بالضيوف و"العيدية" وتبادل التهاني واجتماع أهالي الحي على وجبة الغداء في بيت أو اثنين أو ثلاثة يمثلون "أغنياء المنطقة"، أتذكر تناول الكبار للقهوة ثم الدخون وتبخر الضيوف بالعود، أتذكر "الأهازيج" الشيلات التي كانت تتغنى بها النساء بعدما يقمن بالتزاور في ما بينهن بعد صلاة العصر، والساحات المفتوحة التي كانت تشهد عرضة متميزة لأهل المنطقة أو الحي، أتذكر بر الوالدين وحرص الجميع على إدخال السعادة على قلوبهم وعدم انشغال الأبناء بالزوجات والسفر، أتذكر كل هذا فأقول ليت هذه الأيام تعود من جديد، وأخيراً نتمنى لقيادتنا الرشيدة (حفظها الله ورعاها) وقطر والأمة الإسلامية قضاء عيد سعيد، والله من وراء القصد.