أعلامنا قدواتنا

لن نجعل هذا اللاعب أو ذاك الممثل أو تلك الممثلة قدوة لنا، حتى ولو كان من أفضل اللاعبين في العالم وانتشر اسمه هنا وهناك، ولو زينه لنا ذاك المعلق الرياضي في القنوات الرياضية، ولن يكون هذا الممثل أو تلك الممثلة ولو زينتهم شاشات الفضائيات.قدواتنا هم الأنبياء والمرسلون وعلى رأسهم خاتمهم محمد رسول الله عليهم الصلاة والسلام أجمعين، ومن بعدهم الخلفاء الراشدين أبوبكر الصديق وعمر الفاروق شهيد المحراب وعثمان ذو النورين شهيد القرآن وعلي الفدائي الشهيد، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم كاتب الوحي، وجميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والقادة الفاتحون ومن سار على هداهم واقتفى أثرهم من الأئمة والعلماء والدعاة والمصلحين المجددين رحمهم الله تعالى. فهؤلاء هم الأعلام الكبار القمم الذين أثّروا في الأمة ومازالوا إلى أن يرث الأرض ومن عليها، ولو جئنا على سيرة كل من هؤلاء الأعلام لعجزت الأقلام أن تواصل الكتابة وتدوين تاريخهم ومواقفهم المشرقة الناصعة، فهؤلاء دعاة لا قضاة، ودعاة لا بُغاة، ودعاة عدل لا ظلم، ودعاة خير لا شر، ودعاة حرية وسلام لا قهر وكبت وتسلط، ودعاة أمانة لا خيانة وفساد، ودعاة محبة لا كراهية، ودعاة وسط لا تشدد وما حملوا من أخلاق وقيم، ومبادئ وثوابت لم يتخلوا عنها أبداً طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحبهم الحقيقي لهذا الدين والعمل من أجله وخدمته، فكانوا في عقل رشيد، وإيمان قوي حي، وهمة عالية، وفهم واضح، وإخلاص شديد وعمل دؤوب لله، وجهاد متواصل، وتضحية وثبات وتجرد لله وثقة به سبحانه وتعالى. قال الصحابي القدوة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "من كان منكم متأسياً فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبرّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً، قوماً اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " تأمل هذه الكلمات. ومن يتطاول على هؤلاء الأعلام أو ينتقص من قدرهم بأدنى كلمة فإنما هو ساقط لاقط تافه يعيش على هامش الحياة، يريد بهذا أن يكون له شأن وظهور فبئس الظهور، فهؤلاء قمم أعلام كرام، أما أنت تعيش على موائد وفتات العفن والشهرة الساقطة، أو كنت ممن يدعي حب آل البيت وأنت تتطاول على الصحابة وأم المؤمنين رضي الله عنهم، فهؤلاء براء منك حتى تتوب إلى الله وتستغفره حق التوبة والرجوع واتباع أهل السنة والجماعة، وإن كنت تعيش في بلد عربي مسلم، أو كنت تركن إلى بلاد أجنبية تعيش فيها وتترزق منها، وإن ادّعيت أنك مفكر وفيلسوف ومخطط وصاحب علم وتقرأ صفحات من التاريخ أو درستها، نقول لك: أخطأت الطريق فراجع عقلك وصحح دربك مع ربك سبحانه وتعالى، فهؤلاء أعلامنا قدواتنا." ومضة " قال أبو محمد التميمي رحمه الله "يقبُح بكم أن تستفيدوا منا، ولا تذكرونا ولا تترحموا علينا" رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحم الله الأئمة الأعلام والعلماء والدعاة والمجددين المصلحين والقادة الفاتحين وكل من سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، فأنتم الأعلام لنا، فلنتأمل حياتهم وسيرتهم.