05 نوفمبر 2025
تسجيل" من كانت حياته بين سنابك الخيل، ورايات الجهاد وغبار المعامع، وشدة الوطيس فلا مجال عنده للهو والترف والسرف ". هذا هو " هارون الرشيد الخليفة المظلوم " كتاب من تأليف الأستاذ أحمد الزين والشيخ أحمد القطان. فقد " كثر أعداء الخليفة هارون الرشيد رحمه الله في الماضي والحاضر، وقد أمدت كتب الأدب الأعداء بسيل من الأخبار الكاذبة عن الرشيد.." إن الذين يأخذون التاريخ من أقلام تزييف الحقائق والتاريخ وتصدير الاتهام سواءً من الأعداء أو من بهم لوثة التغريب والولع بالآخرين، أو من كتّاب الجيوب وتكثير الرصيد من أبناء الأمة لرجالات الأمة الذين سطروا تاريخهم وأعمالهم وإنجازاتهم بأحرف من نور وشهد لهم حتى الأعداء المنصفون بالعدل والسماحة والخير. من يقف عند صفات هارون الرشيد رحمه الله وما أكثرها يستدل على شخصيته وروعة مواقفه وحسن تصرفه، منها: " عنايته بالقضاء وأهله، عنايته بالأمن، عنايته بالعمران والأرض، اهتمامه بالخيل، الشعور بالمسؤولية نحو المسلمين، الإقلال من الحلال، الغيرة على الدين، عدم الأخذ بالذنب إلاّ بعد التثبت، حبه للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، خوفه من أمر الخلافة، تأثره بالموعظة، التأسي بالصالحين، الحج مشياً على الأقدام، التفريج عن المحتاجين، عبوديته لله سبحانه، حرصه على العلم والتعلم، حبه للآداب ". و " للعظماء سمتان: الأولى: كثرة أعمالهم، وعظمة إنجازهم، وسعة فتوحاتهم، وضبط بلادهم، واستقامة أحوالهم، والثانية: تضخيم الأعداء لأخطائهم، وتصيدهم لهفواتهم، وإيغار صدور المؤرخين عليهم ". " فمن يعمل لا بد أن يخطئ، والخطأ لا يتعمده العاقل، ولا يقبل به المنصف، ولكل خطأ مآب، ولكل خطاء توبة، والله يملك وحده الغفران، فيغفر لمن شاء من خلقه ". " والرشيد من هؤلاء أخطأ وأصاب، وأخطأ وتاب، وانحرف ثم اعتدل، فلمَ تُضخم أخطاؤه، ولماذا توجه التهم إليه، وفي تاريخنا من أشبع الأمة ظلماً وقهراً، ولكنه في طي النسيان، ولم يتعرض له أحد بالجرح والاتهام ". " أخر الكلام " فلنقرأ بتأمل وعناية من ثناء العلماء وأهل التاريخ من علماء عصره ومن بعدهم من المؤرخين يفندون الروايات والشبهات والأباطيل التي نالت من الخليفة هارون الرشيد رحمه الله.