05 نوفمبر 2025
تسجيلالتنمية تقوم على رؤية وغايات وتصور للمستقبل. تضع خطط على المدى الطويل. وتحدث التغير الإيجابي في أفق الفرد والمجتمع. وتخلق بنى ومؤسسات حديثة. ذات رؤى عصرية. تستفيد من أفضل الممارسات العالمية. تعمل على جذب الخبرات وأفضل العقول. وتقوم على أفضل الممارسات بجذب أفضل الممارسين. وذلك من خلال خلق بيئة حاضنة لأصحاب القدرات والمبادرات. وخلق بيئة شفافة تحافظ على حقوق الإنسان. وسيادة القانون فيها أساسية. فلا أحد له القدرات والإمكانات يسعى لكي يعيش في بلد لا يسوده القانون. ويقوم على العدالة الاجتماعية. كل من له قدرة وإمكانات يريد أن يعيش حرا كريما. التنمية تعني أن البيئة الحاضنة والقادرة على إنتاجها لابد تحتاج للكوادر العظيمة. وكما قلنا فإن أصحاب القدرات الإمكانات يسعون للعيش في بلد يحترم الإنسان. من أراد لبلده وأمته الكرامة والسمو فلابد أن يعمل لكي يؤسس لبيئة حاضنة للجميع. كل من يقدم لمشاريع التنمية ما تحتاجه من أفكار وخبرات. وقد سبقتنا الأمم في احتضان العقول. عربية كانت أم أعجمية أم آسيوية. لقد خدمت عقول معظم بلدان العالم الغربي. فالمستشفيات ومراكز الأبحاث ومعظم القيادات. هي من خارج تلك البلدان ولكن عرفوا كيف يسخروها لخدمة أوطانهم. من التنمية إلى العلوم والتكنولوجيا وهكذا. لديهم أفضل العقول. وعادة ما تكون الدول الفقيرة هي من علمهم وصرف عليهم ولكن لم تستطع الاحتفاظ بهم. أمام مغريات الغرب وأمريكا من حرية وكرامة ورعاية وعدالة في الداخل. وهذا يختلف عن خارج تلك الدول وكيف هي تعامل مواطني العالم الثالث. نحن هنا نتكلم عن كيف يعامل الشخص داخل تلك الدول. وعليه فإن مناخ التنمية يحتاج إلى منظومة مفاهيم داعمة للتنمية كمشروع وطني قومي مستمر ومستدام. يرعى فيه التعليم والراعية من صفوف الروضة وحتى مراكز الأبحاث. ويقوم بجذب كل أصحاب المبادرات والأفكار والعقول. والعالم يزخر بهم وخاصة وطننا العربي. وآسيا وهم يفضلون بيئتنا الشرقية ولكن في حال استحال ذلك فإن الأقرب هو أوروبا وأمريكا. التنمية تحتاج وقودا لكي تستمر. ووقودها الأفكار والمبادرات والبحث والتطوير. والمشاريع الرائدة التي تفتح آفاق المستقبل للإنسانية. إننا في الغسق الأخير من حضارة تكاد تغيب. وتحتاج للتجديد. ويبدو أننا كعرب وخليجيين مطالبون بإيجاد حلول وأجوبة على تساؤلات العالم. إلى أين المفر إلى أين نتجه من هنا وكيف نمضي للمستقبل. وما هو الطريق وما هي الخيارات. بناء البرج وبناء الجسر وبناء مدن عصرية. تعتمد معايير اجتماعية وتجعل الإنسان محور تكوينها. وتخلق بيئة تمكن الإنسان من العيش بشكل يمتع فيه حواسه وإنسانيته. هي إفرازات محركات التنمية. مدن تضج بالإنسانية بدل ضجيج السيارات. مدن تحتضن إنسانية الإنسان. بدل مدن وظائفية قيمة دون أخذ إنسانية الإنسان في حسبانها. نرى اليوم المدن وهي تنشأ من أجل خلق مجتمع بدل تفريقه وتمزيقه. هي التنمية الأصيلة المجتمعية. والتي بدأت تنظر للإنسان كونه جوهر قيامها ومحور هيكلتها. والمدينة وضعت لتخدمه بدل أن يخدم المدينة. استدامة مشاريع التنمية تقوم على مدى خدمتها للإنسان. شعار التنمية هي الحل قد لا يرضي البعض ويبدو ساذجا. ولكن لندع الأرقام والحقائق تتكلم. بدل المثاليات التي انهارت وتشظت. الجانب العملي هو ما أهمل في الماضي من قاموس التحديث والتطوير في العالم العربي. ما هو مطلوب عمليا من أجل شحذ الهمم في البناء والتطور. ما هو الدرب العملي الذي يمكن تحقيقه بقدر يرضي المجتمع. تلك معادله صعبة لا محالة. ولكن الإجابة عليها ضرورة. قد لا تكون كافية ولكن مع الوقت سنرى أن ثقافة جديدة تكونت. وأصبحت سلوكيات الجميع لا تقبل التعنت ولا الإقصاء ولا التفرد فهذه في النهاية كلها تلفظها التنمية السوية والفاعلة. الإنسان يتأثر بما حوله. وكلما تطور كل ما حوله تتطور ذاته. وما كان في الماضي شبه مستحيل يصبح بديهيا. لأن الثقافة تطوره بمسايرة التنمية المستمرة والهادفة. عندما يرى المواطن المقيم الحدائق والشوارع والمقاهي والأسواق والمطارات والموانئ والمدن. حديثة رائعة لا يملك إلا أن يغير ما بنفسه من ظنون وأفكار ومسبقة. لينغمس في تجربة التنمية الهادفة ويصبح عضوا فيها. التنمية هي الحل شعار عملي وإجابة بعيدا عن الطائفية والحزبية والعائلية والجهوية والنرجسية التي ابتليت بها الأمة.