15 سبتمبر 2025
تسجيلفقد كثرت في الآونة الأخيرة الكتابات والتصريحات التي تسب الصحابة، وتقدح في عدالتهم، وتنتقص من قدرهم ومكانتهم، وما كان هذا ليحدث لو أن الناس عرفوا قدر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضلهم في نقل الدين إلى العالم بأسره، وعرفوا كذلك حكم من سبهم وأنهم معرضون لسخط الله في الدنيا قبل الآخرة. ومن خلال هذه السطور يتعرف القارئ الكريم على بعض فضائل الصحابة وتحريم سبهم وحكم من فعل ذلك. خير قلوب العباد: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه). خير القرون: عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). الاستنان بهم: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من كان مستنًا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، فأولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم على الهدي المستقيم. صمام الأمان للأمة: عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون). تحريم سب الصحابة رضوان الله عنهم: عن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه). في الحديث السابق يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي)، والنهي يقتضي التحريم كما قال الأصوليون، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من سبهم فقد آذى الله ورسوله، وأنه مستحق للعنة وأوجب الإمساك عن ذكر مساويهم. من آذاهم فقد آذى الله ورسوله: عن عبد الله بن مغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله أوشك أن يأخذه).