11 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. كيف تبوأت موقعاً عالمياً رائداً؟

13 يونيو 2024

تُعد قطر إحدى الدول الصغيرة في الخريطة السياسية العالمية، حيث تبلغ مساحتها 11,521 كم مربعا وقد كشف جهاز التخطيط والإحصاء التابع لدولة قطر أن عدد السكان داخل دولة قطر في نهاية شهر يناير 2024 بلغ 3,118,000 نسمة بنسبة ارتفاع شهري قدره 5.1% عن شهر ديسمبر لسنة 2023م، كما سجل ارتفاع سنوي 5.5 % عن يناير 2023م. ومع ذلك، فقد نجحت هذه الدولة الخليجية الصغيرة في بناء حضور إقليمي وعالمي بارز، وأصبحت واحدة من أكثر اللاعبين تأثيرًا في الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية. أحد أبرز ملامح السياسة الخارجية القطرية هو الاستثمار في «القوة الناعمة». فقد أنشأت قطر مؤسسات إعلامية بارزة مثل قناة الجزيرة وشبكة الجزيرة الإعلامية، والتي أصبحت منصة تأثير إقليمية وعالمية. كما استضافت الدوحة العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم 2022. وهذه الاستثمارات عززت من صورة قطر وقوتها الناعمة على المستوى الدولي. ورغم اعتمادها على الموارد الطبيعية كالنفط والغاز، إلا أن قطر نجحت في تنويع اقتصادها وتطوير قطاعات أخرى مثل السياحة والتعليم والتكنولوجيا. وعلاوة على ذلك، فقد قامت قطر باستثمارات كبيرة في الخارج، حيث تمتلك حصصًا في شركات عالمية مرموقة، مما عزز من نفوذها الاقتصادي على الصعيد الدولي. لقد لعبت قطر دورًا نشطًا في الشؤون الإقليمية والدولية، وتبنت سياسة خارجية متوازنة مع مختلف القوى العالمية. ففي الوقت الذي تربطها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، فإنها حافظت على علاقات جيدة مع إيران وروسيا أيضًا. هذا التوازن مكّن قطر من لعب دور الوساطة والحوار في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية. ركزت قطر على تطوير رأس المال البشري من خلال الاستثمار الضخم في التعليم وتأهيل الكوادر الوطنية. وأسست العديد من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة، مما عزز من قدرات المواطنين القطريين وجعلهم قادرين على المنافسة على المستوى الدولي. وفي التعمق بموضوع قطر الخير والرخاء والمحبة نجد أن هناك العديد من الدروس المهمة التي يمكن للدول الأخرى الاستفادة منها تجربة قطر في صياغة سياسة خارجية فعالة، إذ يمكن للدول الأخرى الاستثمار في القوة الناعمة، وكذلك التنويع الاقتصادي والاستثمارات الخارجية، كما قامت باستثمارات كبيرة في الخارج، مما عزز من نفوذها الاقتصادي. وهذا الدرس مهم للدول الصغيرة التي تطمح لتحقيق نمو اقتصادي مستدام. ولقد حرصت قطر على إقامة علاقات متوازنة مع مختلف القوى العالمية، من خلال الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإيران وروسيا على حد سواء. وهذا النهج الذكي مكنها من لعب دور الوساطة والحوار في العديد من القضايا، وهي ممارسة قيمة يمكن أن تستفيد منها الدول الأخرى. إن نجاح قطر في تحقيق حضور إقليمي وعالمي بارز، على الرغم من حجمها الصغير، يُعد إنجازًا يستحق الدراسة والاقتداء. وتطبيق هذه الدروس المستفادة من تجربتها يمكن أن يساعد الدول الصغيرة الأخرى في تعزيز دورها وتأثيرها على الساحة الدولية.