03 أكتوبر 2025

تسجيل

الحرب العظمى تم إعلانها

13 يونيو 2021

خصصت الولايات المتحدة 250 مليار دولار لمواجهة التطورات التقنية والبحث العلمي المتسارعة من آسيا و الصين على التحديد، إعلان هذا الحجم من التمويل لدعم التقدم التقني يشي ان المنافسة والحروب اصبحت تقنية وان حروب العنف والاستعمار لم تعد مجدية، إذاً هناك تحول محمود للبشرية بدل بناء الامبراطوريات والتوسع على حساب الآخر انتهت بعد التجارب الانسانية على مدى التاريخ البشري، تخيل مواجهات بين الدول الكبرى يعني بالضرورة التفكير في عنصر الخطر الاكبر وهو الحرب النووية، وهذا خطر لم يعد مقبولا ولا محتملا كما انه تم اختبار استعمال القوة الى حدودها القصوى و كانت فاشلة في العراق وفي افغانستان وفي نهاية المطاف تم الجلوس والتفاوض لخروج جنود الدولة العظمى من افغانستان، اي ليست فقط محدودة بل تنقص من قدر الدولة العظمى وتهد من صورتها وقوتها، في الوقت نفسه الصين تتقدم في التقنيات بشكل غير مسبوق بسرعة تفوق خيال المشرعين وصانعي القرار في الغرب وامريكا، لذلك راجعت الولايات المتحدة واوروبا اسلوب التعامل مع المتغيرات والنظام العالمي، فآخر هذه التطورات هو شبكة ج٥ والتي تعتبر منصة التحولات التقنية القادمة وتقدمت الصين للدرجة التي احست امريكا بالخطر فجرمت الشركة وكل من يتعامل معها وإدارتها، وكانت جرس انذار من النوع الثقيل لما وصلت له احوال الغرب وامريكا بعد ان كان الغرب ينظر لنفسه على انه مصدر التفوق التقني والعلمي، فاجأتهم الصين ودبت المخاوف في ذهنية صانع القرار وتبع ذلك النقص في الشرائح والذي اثر بشكل مباشر على جميع قطاعات التصنيع والشرائح اليوم تدخل في كل جهاز وآلة فتحرك الحزبان الديموقراطي والجمهوري وبتوافق غير مسبوق لصياغة مشروع دعم التقنيات من خلال ست لجان في الكونجرس كان نتيجتها مشروع دعم الصناعات وتوجيه الجهود في البحث العلمي والصناعات المتقدمة وإعلان أن حلبة المنافسة اصبحت العلوم والتكنولوجيا، من النانو تكنولوجي الى الطاقات البديلة الى صناعة الشرائح الى كونتم كمبيوتنج وغيرها من تقنيات المستقبل، دخول الانسانية في منافسة في حلبة التقنيات العالية والمتقدمة ينبئ بمستقبل افضل للبشرية وبدل صرف المليارات في الاسلحة للقتل تسخر امكانات البشرية لخدمة التقدم العلمي في جميع المجالات للحفاظ على البيئة والتي اصبحت تهدد قدرة البشرية على البقاء وفي قطاع الصحة وتحسين اداء مختلف القطاعات الاقتصادية والنظر لاكتشاف الكون من خلال رحلات الفضاء واكتشاف تقنيات ابعد من المخيلة الانسانية، ومحاربة الجريمة المنظمة من التلصص وسرقة الاسرار التقنية والصناعية الى محاولات تهديد الامم كما فعلت عصابات الرانسم وير والتي عطلت انابيب نفط كولونيل وطلب الفدية من قبل المارقين القراصنة ولكن استطاع الاف ب أي من استرجاع الفدية بتتبع التحويلات المالية واختراق حساب اللصوص، نعم الانسانية في حالة ادراك ووعي مختلفة ستكون آثاره كبيرة وعميقة على كل نشاط انساني وستكون تداعياته على التعليم والبحث العلمي والتطوير في مختلف دروب الحياة ثورية ولذلك لابد للامم ان تضع هذا التحول في حسبانها وتبني استراتيجياتها على اساس هذا التحول وتبدأ في مواءمة خططها ورؤاها لتصب وتستفيد من هذا الزخم الكبير في قوة الدفع القادمة للعلوم والتكنولوجيا، والدول التي ستواكب هذا التغير الرئيس ستكون قادرة على المحافظة على مكانتها ومستوى المعيشة والكرامة، اما الدول التي ستكون مسكونة بهموم الماضي وتبعاته فستجد ان العالم يتحرك في مسارات وبسرعة قد لا تكون تلك الامم قادرة على استرجاع روح المبادرة ومن الآن وصاعداً بدأ العد التنازلي لمراكمة المعرفة وشعارات الاقتصادات الرقمية واقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة والاقتصاد الذاتي كلها مسخرة لتجاوز الحاضر ومن يملك الحضور سيحجز له مقعدا مع الأمم ومن لم يستوعب الدرس سيظل في حالة بحثه الضبابية لقرون قادمة.