هذه أعمارهم وهذه أعمالهم (2-3)

بالشباب تتحقق الرؤى وتحيا بهم الدول وتعمّر بهم البلاد وتحمى وتأمّن بهم الحدود، فحركتهم عطاء، وأيديهم منتجة، وسعيهم بركة، وطموحاتهم عالية، وعقولهم صافية، وأجسادهم وسواعدهم قوية، لا يهابون صعود القمم، فمن تشبه بقوم فهو منهم، فمن هؤلاء:- * ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮﻡ رضي الله عنه (15) سنة ﺳﺎﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻐﻠﺐ ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻬﺎ " ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻭﻝ ﺍلإﺳﻼﻡ ﻷﻛﻞ ﺑﻨﻮ ﺗﻐﻠﺒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ". * عَتَّابَ بْنَ أَسِيد رضي الله عنه استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم والياً على مكة بعد فتحها، وكان عمره إذ ذاك (18) سنة أو قرابة. * عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أمَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثقيف وهو شاب، حيث جاء وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أسلموا وكتب لهم رسول اللَّه كتابهم، أمّر عليهم عثمان بن أبي العاص، وكان من أحدثهم سناً، وذلك أنه كان أحرصهم على التفقّه في الإسلام. * عبداللَّه بن قيس رضي الله عنه كان عامل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على أكثر من ناحية في اليمن، وقد جزم البعض بأنه لم يتجاوز (20) من عمره عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أكثر الاحتمالات فهو لم يتجاوز الثلاثين. * جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كان زعيم المهاجرين إلى الحبشة، حاور النجاشي، فأدخله وعدد كبير ممن معه في الإسلام وهو من دحض بحكمة حجة رسل قريش إلى النجاشي، فعادوا إلى من أرسلهم خائبين. ولم يزد عمر جعفر رضي الله عليه عند الهجرة إلى الحبشة عن (23) عاماً. * مُعَاذَ بْن جَبَل‏ رضي الله عنه شهد بدراً وهو ابن (21) سنة، وأمّره النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن، وعمره في بدر يعني أنه لم يبلغ عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التاسعة والعشرين. وكان معاذ رضي الله عنه قاضياً للنّبيّ صلى الله عليه وسلم باليمن وحاكماً في الحروب ومصدّقاً إليه لدفع الصدقات‏. " ومضة" كان الإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله يشجع الصغار ويقول " لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يتبع حدة عقولهم".