31 أكتوبر 2025

تسجيل

الشيخ حسن بن جابر

13 يونيو 2016

هو العالم الفضيل و القاضي النبيل الشيخ حسن بن محمد بن جابر بن عبد الله بن أحمد الجابر - رحمه الله تعالى - ولد الشيخ ابن جابر -رحمه الله- بمدينة الدوحة عاصمة دولة قطر حوالي عام 1904م. درس العلم الشرعي على والده الشيخ القاضي محمد بن جابر –رحمه الله- في مدرسته التي كان يشرف عليها.وحين قدم الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز المانع إلى قطر لازمه الشيخ حسن ودرس في المدرسة الأثيرية التي كان الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني حاكم قطر سابقا –رحمه الله- قد أنشأها.وبعد انتهائه من طلب العلم اختير للقضاء في عهد الشيخ عبد الله بن قاسم -رحمه الله- وكان قد تم تعيينه قاضيا خلفا لوالده الشيخ محمد الجابر ولكنه اعتذر تواضعا وورعا -رحمه الله-. عين بعدها مساعدا لرئيس المحاكم الشرعية الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود-رحمه الله- ليستعين به في تنظيم شؤن المحكمة الشرعية، وأثناء فترة عمله معه شهد له الشيخ المحمود بجودة العلم وحسن القريحة والرأي كما ذكر ذلك الفاضل صالح بن الشيخ الجابر، وقد كان الشيخ المحمود ينيبه أثناء سفره خارج دولة قطر كما أوكل إليه أيضا إبرام عقود الزوج والبت في مسائل الطلاق. وقد تولى –رحمه الله- الإمامة والتدريس بمسجد المانع كما تولى الخطابة في جامع الشيوخ لمدة زادت عن الثلاثين عاما، وكان يخطب العيدين بمصلى العيد الكبير بمنطقة الجسرة وسط العاصمة الدوحة. ونظرا لتميزه في العلم والإلقاء فقد وقع الاختيار عليه لتولي الدرس الذي كان يلقيه العلماء بمجلس الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني-رحمه الله-، وكان بينه وبين الشيخ حمد علاقة وطيدة وحميمة لما لمسه منه من دماثة الخلق والدين والعلم. وقد ذكر لي الوالد عبد الله بن راشد المحري المهندي عن والده -رحمه الله- عن الشاعر المعروف سعد المسند -رحمه الله- أن درس الشيخ حسن بن جابر في مجلس الشيخ حمد كان يمتد من المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء وكان مشهودا ومعروفا لدى عامة أهالي قطر. وبعد وفاة الشيخ حمد بن عبد الله-رحمه الله- طلب إليه الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني-رحمه الله- أن يكون القارئ لكتب العلم بمجلس حاكم قطر بمنطقة الريان والذي كان العلماء يناقشون ما يطرح فيه من المعارف .وقد كان الشيخ حسن كثير السفر والترحال صحبة الشيخ علي ومن شدة ثقة الأسرة الحاكمة بالشيخ حسن كانوا يولونه مهمة توزيع الزكوات على الفقراء من أهل شمال قطر، وقد كان رحمه الله أيضا قد تولى توزيع تركة الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني -رحمه الله-ولم يكن الشيخ محط اهتمام وثقة الأسرة الحاكمة فحسب بل إن العلماء والوجهاء والأعيان كانوا على صلة وثيقة به واهتمام بأحواله فمما يذكره عنه أحد معاصريه وهو شيخنا فضيلة الدكتور ثقيل الشمري عضو مجلس القضاء الأعلى -حفظه الله- أن الشيخ حسن الجابر كان ألصق المشائخ بالعلامة عبد الله بن زيد المحمود وأنه كان موضع تقدير وذكر حسن لدى كافة أهل قطر، كما يؤكد ذلك العلامة الشيخ زهير الشاويش ـ حفظه الله ـ أثناء زيارتي له في بيته العامر بالحازمية بأرض لبنان من الشام : فيذكر أن الشيخ بن محمود كان يستعين به مع الشيخ حسن ضمن فقهاء البلد بحضور مجلس القضاء مع الشيخ عبدالله بن تركي السبيعي. ومن اهتمام الشيخ حسن الجابر بنشر العلم أنه كان يقيم درسا يوميا بعد صلاة العشاء بمجلسه العامر الذي كان يقصده الوجهاء والأعيان والعامة، وكان يفتح مجلسه بعد الدرس للجميع حتى إن كثيرا من الوافدين على قطر كانوا يتخذونه نزلا لعدة أيام وخاصة ضيوف الشيخ من أهل الخليج والدول المجاورة.وفي أواسط الثمانينيات مرض الشيخ حسن الجابر إثر وعكة صحية ألمت به عاده على إثرها كافة أهل قطر، وفي مقدمتهم زملاؤه من أهل العلم من أمثال العلامة بن محمود الذي تأثر كثيرا لمرضه وقد كان يقرأ عليه القرآن ويبكي.وفي يوم 16/4/1987م وافت المنية عالمنا الجليل الشيخ حسن بن جابر بمدينة الدوحة، وصلى عليه في جامع الشيوخ وأم المصلين الشيخ ابن محمود وبكاه ودعا له عند قبره.وقد فتح مجلس الشيخ لعزائه -رحمه الله- حيث عزاه عامة أهل قطر وعلى رأسهم سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني -حفظه الله- وزير الداخلية في حينها والوجيه عبد العزيز الغانم رئيس مجلس الشورى القطري السابق وغيرهم من أهل العلم والفضل .وقد خلف الشيخ من سبعة أبناء ستة ذكور وهم: علي ، جاسم، وصالح، ويوسف، وعبد اللطيف، ومحمد، وابنة واحدة.نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار وأن يجمعنا به في دار الأخيار.