17 سبتمبر 2025

تسجيل

خليفة الكواري في ذاكرة الغوص

13 مايو 2020

من منا لا يفتخر أو يعتز بفترة حياة الغوص على اللؤلؤ التي عاشها الآباء والأجداد بحلوها ومرها.. تلك الحقبة التي لا تنسى ولا تمحى من ذاكرة القطريين أبداً. فقد عاشها أهلنا بكل صبر وجلادة بحثاً عن لقمة العيش والرزق في غياهب البحر ومتاهاته دون كلل أو ملل.. وهكذا كانوا عليهم رحمة الله جميعاً. من هؤلاء الذين خاضوا غمار الصعاب في البحر من أجل العيش الكريم وتوفير لقمة عيشه لأبنائه وأسرته في ذلك الزمان الوالد المغفور له – إن شاء الله – خليفة بن عمران بن خلف بن حسن البكر الكواري الذي عاصر حقبة الغوص وصيد اللؤلؤ.. وهو من مواليد شمال قطر في جري بورميح (الوسيطة) سنة 1936 م وكان الابن البكر من بين إخوته الخمسة و3 بنات. سكن الوالد خليفة في بلدة (الظعاين) على الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر بالقرب من بلدة سميسمة.. وكان جده خلف بن عمران من أصحاب السفن والمحامل وجرى عليه ما جرى على أهل قطر في سنة الطبعة 1925 م. دخل الوالد خليفة الغوص برتبة (سيب) وكان والده عمران من الغاصة المشهورين الذين عرفوا على ظهر سفن الشمال. وقد رحل مع بعض جماعته للعمل في البحرين مع من رحل من أهل قطر في الثلاثينيات والأربعينيات وسكنوا منطقة الرفاع (رفاع البوكوارة).. وتنقل أيضا بين راس تنورة والخبر في السعودية حسب وفرة العمل.. وعاد للعمل في ميناء المحرق بالبحرين كسائق رافعة. وبظهور البترول في قطر عاد للعمل بالشركة في قطر حوالي سنة 1957 م.. وتنفل في سكنه بدولة قطر بين منطقة وادي السيل وأرميلة حتى سنة 1965 م. حيث انتقل للسكن في فريج بن عمران ثم في مدينة خليفة الجنوبية عام 1976 م.. ثم منطقة الخريطيات في عام 2006 م حتى وفاته فيها في مايو 2020 م. وعمل الوالد خليفة في فرضة الدوحة بوظيفة (سائق رافعة) وكان يجيد عدة لغات منها: الإنجليزية والهندية والفارسية والبشتو. وهذا ساعده على الانتقال إلى وزارة الأشغال العامة بوظيفة (مشرف أعمال).. وأشرف على تطوير المرحلة الثانية من كورنيش الدوحة الذي كان يصل إلى تقاطع مسرح قطر الوطني.. وكذلك توسعة ميناء الدوحة وإنشاء ميناء البحرية.. بجانب العديد من المشاريع الخاصة بالطرق. عرف عن الفقيد أنه كان لطيف المعشر وذا نفس مرحة وطيب المعشر وشخصية اجتماعية محبوبة مع قبل جميع من عاصره من أهل قطر أثناء حياته عليه رحمة الله. أما أبناؤه فهم: عيسى ومحمد وعمران.. وابنه (عيسى) عضو المجلس البلدي في نسخته الأولى عام 1998 م المنتخب عن منطقة مدينة خليفة، وللفقيد خليفة الكواري 5 من البنات. أما أبرز أصدقائه فمنهم على سبيل المثال لا الحصر: • صالح بن حمزة آل الشيخ الكواري • ناصر بن سلطان طوار الكواري • جبر بن سلطان طوار الكواري • ناصر بن عبدالله العطية • سالم بطي النعيمي • علي بن خميس الزامل الكواري • طالب محمد الخوري.. وغيرهم كثير. كلمة أخيرة: أمثال هؤلاء الرجال يستحقون منا لمسة وفاء والكتابة عنهم بسبب أنهم يستحقون منا رد الجميل لهم ولأمثالهم نظير ما قدموا من جهود وخدمات لأجل هذا الوطن والسهر على بنائه ورفعته.. إنهم بمثابة السواعد السمر التي بنت القاعدة الأساسية للنهضة الحديثة التي نشهدها اليوم.. وهم أيضا "شباب الأمس" الذين سنبقى نعتز بهم أبد الدهر. [email protected]